للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جَمْع المذكّر السالم من أربعة أوجه، كونه اسم جنس، مؤنّثًا، غير عاقل، جمع تكسير؛ إذ شروط ما يُجمع هذا الجمع أن يكون عَلَمًا، أو صفة لمذكّر عاقل، خالٍ من تاء التأنيث، ومن التركيب، ويزيد في الصفة أن لا يكون من باب أفعل فعلاء، ولا من باب فعلان فعلى، ولا مما يستوي فيه المذكّر والمؤنّث، كما هو مقرّر في محلّه من كتب النحو (١)، والله تعالى أعلم.

(وَيَكْفِيكُمُ اللهُ)؛ أي: يكفيكم أعداءكم بإلقاء الرعب في قلوبهم، ثم يولّوا مدبرين، وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "ويكفيكم الله"؛ أي: أمْرَ العدوّ بالظهور عليه، أو التمكين منه، وقد كان كل ذلك، وهذا من دلائل صحّة نبوّته. انتهى (٢).

وقال القاضي عياض - رحمه الله - في "المشارق": أي: يكفيكم القتالَ بما فتح عليكم، وظهور دينكم؛ أي: لا يوجب ذلك من حُكم الرمي والتدرّب في أمور الحرب؛ للحاجة إليها يومًا ما. انتهى (٣).

(فَلَا يَعْجِزُ) يَحْتَمل أن تكون "لا" ناهيةً، والفعل مجزوم بها، ويَحْتَمل أن تكون نافيةً، والفعل مرفوع، وفي رواية الترمذيّ: "فلا يعجزنّ".

وقوله: "يعجز" بكسر الجيم على المشهور، وبفتحها في لغة، قاله النوويّ - رحمه الله - (٤)، وقال المجد - رحمه الله -: الْعَجْز، والْمَعْجِز، والْمَعْجِزة، وتُفتح جميعها، والْعَجَزَان، محرَّكةً، والْعُجُوز بالضمّ: الضَّعف، والفعل كضَرَبَ، وسَمِعَ. انتهى (٥).

قال الفيّوميّ - رحمه الله -: عَجَزَ عن الشيء عَجْزًا، من باب ضَرَب، ومَعْجِزة بالهاء، وحذفها، ومع كلّ وجه فتح الجيم، وكَسْرها: ضَعُفَ عنه، وعَجِزَ عَجَزًا، من باب تَعِبَ لغة لبعض قيس عَيْلان، ذكرها أبو زيد، وهذه اللغة غير معروفة عندهم، وقد روى ابن فارس بسنده إلى ابن الأعرابيّ أنه لا يقال: عَجِز


(١) راجع: "الخلاصة"، و"شروحها" عند قوله:
وَارْفَعْ بِوَاوٍ وَبِيَا اجْرُرْ وَانْصِبِ … سَالِمَ جَمْعِ عَامِرٍ وَمُذْنِبِ
(٢) "المفهم" ٣/ ٧٦٠.
(٣) "مشارق الأنوار" ١/ ٣٤٦.
(٤) "شرح النوويّ" ١٣/ ٦٥.
(٥) "القاموس المحيط" ص ٨٤٢.