للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بواسطة الرمي، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه، ولا عليكم أن تهتموا بالرمي، حتى إذا حاربتم الروم تكونون متمكّنين منه، وإنما أُخْرِج مخرج اللهو إمالة للنفوس على تعلّمه، فإن النفوس مجبولة على ميلها إلى اللهو. انتهى (١).

وقال الطيبيّ - رحمه الله -: الفاء في قوله: "فلا يعجز" سببيّة، كأنه قيل: إن الله تعالى سيفتح لكم عن قريب الروم، وهم رُماة، ويكفيكم الله تعالى بواسطة الرمي شرّهم، فإذن لا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه؛ أي: عليكم أن تهتمّوا بشأن النضال، وتمرّنوا فيه، وعَضّوا عليه بالنواجذ حتى إذا زاولتم محاربة الروم تكونوا متمكّنين منه، وإنما أخرجه مخرج اللهو إمالة للرغبات إلى تعلّم الرمي، وإلى الترامي، والمسابقة، فإن النفوس مجبولة على ميلها إلى اللهو. انتهى (٢)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٥٢/ ٤٩٣٩ و ٤٩٤٠] (١٩١٨)، و (الترمذيّ) في "التفسير" (٣٠٨٣)، و (أحمد) في "مسنده" (٤/ ١٥٧)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٤٦٩٧)، و (سعيد بن منصور) في "سننه" (٢/ ٢٠٦)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٤/ ٥٠٣)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (٣/ ٢٨٢)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (١٧/ ٩١٢)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (١٠/ ١٣)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائد أحاديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه - المذكورة في الباب:

١ - (منها): بيان المعنى المراد بالآية الكريمة: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} الآية، قال القاضي عياض - رحمه الله -: هذا التفسير يقضي على سائر


(١) "شرح الأبّيّ" ٥/ ٢٦٤.
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ٨/ ٢٦٦٦.