للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعبد الرحمن بن شماسة، وعليّ بن رَبَاح، ومجاهد بن جبر، وغيرهم.

قال عليّ بن رَبَاح عن مسلمة: وُلدت حين قدم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - المدينة، ومات وأنا ابن عشر سنين، وقال ابن يونس: تُوُفّي في ذي القعدة سنة اثنتين وستين، وله ستون سنةً، قال هذا ابن يونس، وتعقّبه الحافظ، فقال: بل وله اثنتان وستون؛ لأنه أَخبر أن مولده في السنة الأولى، كما ترى، ولكن ذكر محمد بن الربيع الْجِيزيّ عنه أنه قال: مات النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولي أربع عشرة سنةً، وكذا ذكر ابن سعد، فعلى هذا يكون ابن أربع وستين.

وحكى ابن أبي حاتم في "المراسيل" عن أحمد أنه قال: ليست له صحبة، وكذا قال أبو حاتم، وقال البخاريّ: له صحبة، وقال العسكريّ: له رؤية، وليست له صحبة، وقال الواقديّ: رجع إلى المدينة أيام معاوية، فمات بها، وقال ابن حبان: مات بمصر، وقال ابن عبد البرّ: كانت مدة ولايته على مصر وإفريقية ست عشرة سنةً. أخرج له أبو داود فقط (١).

(وَعِنْدَهُ)؛ أي: عند مسلمة (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ) - رضي الله عنهما - (فَقَالَ عَبْدُ اللهِ) - رضي الله عنه -، ظاهر هذا أنه من كلام عبد الله موقوفًا، ولكن مثل هذا لا يقال بالرأي، وسيأتي في "كتاب الفتن" من حديث النوّاس بن سَمْعان - رضي الله عنه - مرفوعًا. (لَا) نافية، ولذا رُفع الفعل بعدها، (تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ، هُمْ)؛ أي: هؤلاء الذين تقوم عليهم الساعة، (شَرٌّ) بفتح الشين، وتشديد الراء مخفّف أشرّ، كخير مخفّف أخير، قال ابن مالك في "الكافية":

وَغَالِبًا أَغْنَاهُمُ خَيْرٌ وَشَرّْ … عَنْ قَوْلِهِمْ أَخْيَرُ مِنْهُ وَأَشَرّْ

(مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ) قال ابن الأثير - رحمه الله -: الجاهليّة تكرّر ذِكرها في الحديث، وهي الحالة التي كانت عليها العرب قبل الإسلام، من الجهل بالله تعالى، ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وشرائع الدين، والمفاخرة بالأنساب، والكِبْر، والتجبّر، وغير ذلك. انتهى (٢). (لَا يَدْعُونَ اللهَ بِشَيْءٍ) من حوائجهم الدنيويّة والأخرويّة (إِلَّا رَدَّهُ عَلَيْهِمْ) يعني: لا يستجيب لهم بنيل من طلبوا؛ لسوء حالهم. (فَبَيْنَمَا


(١) "تهذيب التهذيب" ٤/ ٧٨.
(٢) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ص ١٧٦.