مصعب:"فليعجل الكَرذَة إلى أهله"، وفي حديث عائشة:"فليعجل الرِّحْلة إلى أهله، فإنه أعظم لأجره".
والمعنى: ليُسرع الرجوعَ إليهم؛ محافظةً على فضل الجمعة، والجماعة، وأداء للحقوق الواجبة لمن يَمُونه، وعَبَّر بالنهمة التي هي بلوغ الهمة؛ إشعارًا بأن الكلام في سفر لِأَرَب دنيويّ، كتجارة، دون الواجب، كحجّ، وغزو.
[تنبيه]: قال ابن عبد البرّ - رحمه الله -: زاد فيه بعض الضعفاء عن مالك: "وليتخذ لأهله هديّةً، وإن لم يجد إلا حجرًا - يعني: حجر الزناد -"، قال: وهي زيادة مُنكَرة.
[لطيفة]: لَمَّا جلس إمام الحرمين محلّ أبيه، سئل لِمَ كان السفر قطعةً من العذاب؟.
فأجاب فورًا: لأن فيه فراق الأحباب (١).
وقوله:(قَالَ: نَعَمْ)؛ أي: قال مالك لَمّا سأله يحيى بن يحيى كما تقدّم أول الحديث بقوله: "حدّثك سُميّ عن أبي صالح إلخ؟ " أجابه بقوله: "نعم"؛ أي: حدَّثني بهذا الحديث، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٥٥/ ٤٩٥٣](١٩٢٧)، و (البخاريّ) في "العمرة"(١٨٠٤) و"الجهاد"(٣٠١) و"الأطعمة"(٥٤٢٩)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٥/ ٢٤٢)، و (ابن ماجه) في "المناسك"(٢٨٨٢)، و (مالك) في "الموطّأ"(٢/ ٩٨٠)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه"(٥/ ١٦٤)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٢٣٦ و ٤٤٥)، و (الدارميّ) في "سننه"(٢/ ٢٨٤)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٤/ ٥١٠)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٢٧٠٨)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط"(١/ ٢٣٣) و"الصغير"(١/ ٣٦٦)، و (أبو الشيخ) في "الأمثال"(٢٠٥)، و (القضاعيّ)