للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَلَغَبُوا) قال النوويّ - رحمه الله -: هو بفتح المعجمة في اللغة الفصيحة المشهورة، وفي لغة ضعيفة بكسرها، حكاها الجوهريّ، وغيره، وضعّفوها؛ أي: أَعْيَوْا. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: هكذا نقل النوويّ تضعيف الكسر، ولكن ظاهر عبارة الفيّوميّ، والمجد يدلّ على أن الكسر مثل الفتح، بل زاد الثاني أيضًا الضمّ، ونصّ الأول:

لَغَبَ لَغْبًا، من باب قَتَلَ، ولُغُوبًا: تَعِبَ، وأعيا، وَلَغِبَ لَغَبًا، من باب تَعِبَ لغةٌ. انتهى (٢).

ونصّ الثاني: لَغَبَ لَغْبًا، ولَغُوبًا، ولُغُوبًا، كمنع، وسَمِعَ، وكَرُم: أعيا أشدّ الإعياء، وألغبه السَّيْرُ، وتلغّبه، ولَغّبه. انتهى (٣).

وقال الشارح المرتضى: لَغَبَ لغْبًا بفتح فسكون، ولَغُوبًا، كصَبُورٍ، ولُغُوبًا بالضَمّ، قالَ: وقال الجوهريّ: لَغَبَ يَلْغُبُ بالضَّمّ لُغُوبًا. ولَغِبَ بالكسر يَلْغَب لُغُوبًا، قال: وصرّحوا بأَن اللَّغْبَ بتسكين الغَيْن مصدرُ لَغَبَ، كنَصَرَ، كاللّغُوب بالضَّمّ والفتح، والمفتوح مصدرُ لَغِب، كفَرِح على القياس، واللُّغُوبُ الأَوَّلُ بالضمّ على قياس فَعَلَ المفتوح اللّازم، كالجُلُوس، والثّاني بالفَتح شاذٌ مُلْحَقٌ بالمصادر الّتي على فَعُول، كالوَضُوءِ والقَبُول، وقوله: كمنَعَ، وسَمِعَ، حكاهما الفَيّوميُّ، وابْنُ القَطَّاع، ويُرْوَى لَغُبَ مثل كَرُمَ.

وقوله: أَعْيا أَشَدَّ الإِعياءِ، كذا في "المُحْكَم"، وفي "الصِّحاح": اللُّغُوبُ: التَّعَبُ والإِعْياءُ، ومثلُه في "النِّهاية"، و"الغَرِيبَيْنِ"، وقال جماعةٌ: اللُّغُوبُ هو النَّصَبُ، أَو الفُتُورُ اللّاحِقُ بسَببه، أَو النَّصَبُ جُسْمانِيٌّ، واللُّغُوب نَفْسَانِيٌّ، وهي فروقٌ لبعض فُقَهاءِ اللّغَة، والأَكثرُ على ما ذكره المصنِّفُ، والجوْهَرِيُّ، وابْنُ الأَثِيرِ، والهَرَوِيُّ، وغيرُهم.

وقوله: وأَلْغَبَه، وَتَلَغَّبَهُ مُشَدَّدًا: فَعَل به ذلك وأَتْعَبَهُ، قال كُثَيَّرُ عَزَّةَ [من الطويل]:


(١) "شرح النوويّ" ١٣/ ١٠٤.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٥٥٤ - ٥٥٥.
(٣) "القاموس المحيط" ص ١١٨٠.