للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحازميّ، وياقوت. ووقع للقابسيّ أنها الميقات المشهور، وَكَذَا ذَكَرَ النَّوَوِيّ، قَالُوا: وَكَانَ ذَلِكَ عِنْد رُجُوعهمْ مِنَ الطَّائِف، سَنَة ثَمَانٍ. قاله في "الفتح" (١).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هكذا عزاه في "الفتح" إلى النوويّ، والذي ذكره في شرحه هنا هو الأول، ونصّه: قال العلماء: ذو الحليفة هذه مكان من تهامة بين حاذة وذات عرق، وليست بذي الحليفة التي هي ميقات أهل المدينة. هكذا ذكره الحازميّ، في كتابه "المؤتلف، في أسماء الأماكن"، لكنه قال: "الحليفة" من غير لفظ "ذي"، والذي في "صحيح البخاريّ ومسلم": "بذي الحليفة"، فكأنه يقال: بالوجهين. انتهى (٢).

وقوله: (مِنْ تِهَامَةَ) اسْم لِكُلِّ مَا نَزَلَ مِنْ بِلَاد الْحِجَاز، سُمِّيَتْ بِذَلِك؛ مِنَ التَّهَم - بِفَتْحِ الْمُثَنَّاة وَالْهَاء - وَهُوَ شِدَّة الْحَرّ، وَرُكُود الرِّيح. وَقِيلَ: تَغَيُّر الْهَوَاء. قاله في "الفتح" (٣).

وقال الفيّوميّ: تَهِمَ اللبنُ، واللحمُ تَهَمًا، من باب تَعِبَ: تغيّر، وأنتن، وتَهِمَ الحرُّ: اشتدّ مع رُكُود الريح، ويقال: إنّ تهامة مُشتقّةٌ من الأوّل؛ لأنها انخفضت عن نجد، فتغيّرت ريحها، ويُقال: من المعنى الثاني؛ لشدّة حرّها، وهي أرضٌ أوّلُها ذات عِرْقٍ من قِبَل نجد إلى مكة، وما وراءها بمرحلتين، أو أكثر، ثمّ تتّصل بالْغَوْر، وتأخذ إلى البحر، ويقال: إن تهامة تتّصل بأرض اليمن، وإنّ مكة من تهامة اليمن، والنسبة إليها تَهَاميّ، وتَهَام أيضًا - بالفتح - وهو من تغييرات النسب. قال الأزهريّ: رجلٌ تَهَامٍ، وامرأةٌ تَهَامِيَةٌ، مثلُ رَبَاعٍ ورَبَاعِيَةٍ. انتهى كلام الفيّوميّ (٤).

وقوله: (فَأَصَبْنَا غَنَمًا، وَإِبِلًا) وللنسائيّ: "فَأَصَابُوا إِبِلًا وَغَنَمًا"، وفي رواية البخاريّ: "فأصاب الناسَ جوع، فأصبنا إبلًا وغنمًا"، قال في "الفتح": كأن الصحابيّ قال هذا ممهّدًا لعذرهم في ذبحهم الإبل، والغنم التي أصابوا. وفي


(١) "الفتح" ١٢/ ٤٦١، كتاب "الذبائح" رقم (٥٤٩٨).
(٢) "شرح النوويّ" ١٣/ ١٢٦.
(٣) "الفتح" ١٢/ ٤٦١، كتاب "الذبائح" رقم (٥٤٩٨).
(٤) "المصباح المنير" ١/ ٧٧ - ٧٨.