١ - (يَحْيَى بْنُ يَحْيَى) التميميّ النيسابوريّ، تقدّم قبل باب.
٢ - (أَبُو الزُّبَيْرِ) محمد بن مسلم بن تَدْرُس، تقدّم قبل بابين.
٣ - (جَابِرُ) بن عبد الله بن عمرو بن حَرَام - رضي الله عنهما -، تقدّم أيضًا قبل بابين.
و"مالك" ذُكر في السند الماضي.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من رباعيّات المصنّف، وهو (٣٦٥) من رباعيّات الكتاب، وفيه جابر - رضي الله عنه - من المكثرين السبعة، روى (١٥٤٠) حديثًا.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ) محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكيِّ (عَنْ جَابِرٍ) - رضي الله عنه -، في رواية النسائيّ: (عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله أنه أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - … "، فصرّح بإخبار جابر له، فزالت عنه تهمة التدليس. (عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ نَهَى عَنْ أكْلِ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلَاثٍ)؛ أي: بعد ثلاث ليال، فتذكير العدد باعتبار الليالي، وفي الرواية التالية: "كنا لا نأكل من لحوم بُدُننا فوق ثلاث منى، فأرخص لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"كُلُوا، وتزوّدوا"، وفي رواية:"كنا لا نمسك لحوم الأضاحي فوق ثلاث، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتزوّد منها، ونأكل" - يعني: فوق ثلاث -. وفي رواية:"كنا نتزوّدها إلى المدينة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ". (ثُمَّ قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (بَعْدُ) بالبناء على الضمّ؛ لِقَطْعه عن الإضافة، ونيّة معناها؛ أي: بعد ذلك النهي ("كُلُوا) تقدّم أن الأمر فيه للاستحباب عند الجمهور، وأوجبه ابن حزم الظاهري. (وَتَزَوَّدُوا)؛ أي: خذوا منه زادًا في السفر، وهذا لمن أراد أن يسافر، (وَادَّخِرُوا") بالمهملة، وأصله من ذخر بالمعجمة، دخلت عليها تاء الافتعال، ثم أُدغمت، ونظيره قوله تعالى:{وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} الآية [يوسف: ٤٥].
وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - الماضي:"وكلوا، وادّخروا، وتصدّقوا"، قال السنديّ: قوله: "ثم كلوا" هذا ظاهر في النسخ، والذي يدلّ عليه النظر في أحاديث الباب أن المدار على حاجة الناس، فإن رأى حاجتهم شديدة ينبغي له