للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخَصْر من الجِلْدَةِ الرَّقيقَةِ الطَّفْطِفَة. انتهى (١).

(ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا) بفتح الهمزة: جمع كَبِد، وهي من الأمعاء معروفة، وهي أنثى، وقال الفرّاء: تُذكّر، وتؤنّث، ويجوز التخفيف بكسر الكاف، وسكون الباء، ويُجمع قليلًا على كُبُود (٢).

قال ابن جُريج: (قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ: وَمِنَ السَّنَامِ؟)؛ أي: وأخذ أيضًا من سنامهما؟، وهو ما على ظهر البعير، (قَالَ) ابن شهاب (قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا)؛ أي: قَطَعهما (فَذَهَبَ بِهَا)؛ أي: أخذ أسنمتهما مع الأكباد.

(قَالَ ابْنُ شِهَابٍ) بالإسناد السابق (قَالَ عَلِيٌّ) - رضي الله عنه - (فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي) - بفاء وظاءً معجمة؛ أي: نزل بي أمر مُفظِعٌ؛ أي: مُخيف، مَهُول، وذلك لتصوّره تأخر الابتناء بزوجته، بسبب فوات ما يُستعان به عليه، أو لخشية أن يُنسَب في حقها إلى تقصير، لا لمجرد فوات الناقتين، قاله في "الفتح" (٣).

(فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ) جملة حاليّة من "نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -"، وهو زيد بن حارثة بن شَرَاحيل الكلبيّ، أبو أسامة، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصحابيّ الجليل من أول الناس إسلامًا، استُشهِد يوم مؤتة في حياة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سنة ثمان من الهجرة، وهو ابن خمس وخمسين سنةً، تقدّمت ترجمته في "الجنائز" ١٠/ ٢١٦١.

(فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ)؛ أي: ما وقع له من اعتداء حمزة - رضي الله عنه - على شارفيه (فَخَرَجَ) - صلى الله عليه وسلم - (وَمَعَهُ زَيْدٌ) جملة حاليّة، (وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ) - صلى الله عليه وسلم - (فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ)؛ أي: غضب عليه، قال الفيّوميّ - رحمه الله -: الغَيْظُ: الغضب المحيط بالكبد، وهو أشدّ الْحَنَق، وفي التنزيل: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} [آل عمران: ١١٩]، وهو مصدر من غَاظَهُ الأمرُ، من باب سار، قال ابن الأعرابيّ - كما حكاه الأزهريّ -: غَاظَهُ يَغِيظُهُ، وأَغَاظَهُ بالألف، واسم المفعول من الثلاثيّ مَغِيظٌ قال [من الكامل]:

مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ وَرُبَّمَا … مَنَ الفَتَى وَهُوَ المَغِيظُ المُحَنَقُ


= المشرفان على مَرَاقّ البطن من يمين وشمال. اهـ. "ق".
(١) "تاج العروس" ١/ ٢٧٦٣.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٥٢٣.
(٣) "الفتح" ٧/ ٣٤٩، كتاب "فرض الخمس" رقم (٣٠٩٤).