الْحَدِيث، وَقَالَ: فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الطَّعَامِ أَمَاثَتْهُ، فَسَقَتْهُ، تَخُصُّهُ بِذَلِكَ).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ) مولاهم، أبو بكر البخاريّ، نزيل بغداد، ثقةٌ [١١](ت ٢٥١)(م ت س) تقدم في "الصيام" ٨/ ٢٥٣٥.
٢ - (ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ) هو: سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم الْجُمَحيّ مولاهم، أبو محمد المصريّ، ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ، من كبار [١٠](ت ٢٢٤) وله ثمانون سنة (ع) تقدم في "الإيمان" ٢٢/ ١٨٨.
٣ - (مُحَمَّدُ) بن مطرّف بن داود الليثيّ، أبو غسّان المدنيّ، نزيل عَسْقلان، ثقةٌ [٧] مات بعد (١٦٠)(ع) تقدم في "المساجد ومواضع الصلاة" ٥٢/ ١٥٢٥.
والباقيان ذُكرا قبله.
وقوله:(وَقَالَ: في تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ) فاعل "قال" ضمير أبي غسّان محمد بن مطرّف.
وقوله:(أَمَاثَتْهُ) قال النوويّ رحمه الله: هكذا ضبطناه، وكذا هو في الأصول ببلادنا:"أماثته" - بمثلّثة، ثم مثناة، فوقُ - يقال: ماثه، وأماثه لغتان مشهورتان، وقد غَلِط من أنكر: أماثه، ومعناه: عَرَكَتْهُ، واستخرجت قُوّته، وأذابته، ومنهم من يقول: أي لَيَّنته، وهو محمول على معنى الأوّل، وحَكَى القاضي عياض أن بعضهم رواه:"أماتته" بتكرير المثناة، وهو بمعنى الأوّل. انتهى (١).
قال الجامع عفا الله عنه: رواية "أماتته" بالتاءين جعلها القرطبيّ من التصحيف، وهو الظاهر عندي، ودونك حاصل عبارته: قوله: "فأماثته" هكذا الرواية بالهمزة رباعيًّا، والثاء المثلثة، والتاء باثنتين من فوقها، ومعناه: عركته، ويقال: ثلاثيًّا، قال الهرويّ: يقال: مُثْتُ الشيء، أَمِيثُه، وأمثْتُه أُمِيثُه، والثلاثي حكاه ابن السِّكِّيت، وقد وقع في بعض نُسخ مسلم:"أماتته" بتاءين، كل واحدة