نفسها للسُّوقة؟ قال: فأهوى بيده يضع يده عليها؛ لِتَسْكُن، فقالت: أعوذ باللَّه منك، فقال:"قد عُذت بمعاذ"، ثم خرج علينا، فقال:"يا أبا أُسيد اكسُها رازقيين، وألحقها بأهلها".
(٥٢٥٦ و ٥٢٥٧) - وقال الحسين بن الوليد النيسابوريّ، عن عبد الرحمن، عن عباس بن سهل، عن أبيه، وأبي أُسيد قالا: تزوج النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أُميمة بنت شَراحيل، فلما أُدخلت عليه بسط يده إليها، فكأنها كرهت ذلك، فأمر أبا أسيد أن يُجَهِّزها، ويكسوها ثوبين رازقيين.
حدّثنا عبد اللَّه بن محمد، حدّثنا إبراهيم بن أبي الوزير، حدّثنا عبد الرحمن، عن حمزة، عن أبيه، وعن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، بهذا.
فقال في "الفتح" في شرح الحديث الأول: قوله: "أنّ ابنة الْجَون" زاد في نسخة الصغاني: "الكلبية"، وهو بعيد على ما سأبيّنه، ووقع في "كتاب الصحابة" لأبي نعيم من طريق عبيد بن القاسم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، "عن عائشة، أن عمرة بنت الْجَوْن تعوّذت من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين أُدخلت عليه، قال: لقد عُذت بمعاذ. . . " الحديث، وعُبيد متروك، والصحيح أن اسمها: أُميمة بنت النعمان بن شَراحيل، كما في حديث أبي أُسيد، وقال مرّةً: أُميمة بنت شَراحيل، فنُسبت لجدّها، وقيل: اسمها أسماء، كما سابيّنه في حديث أبي أُسيد مع شرحه مستوفًى.
ورَوَى ابن سعد، عن الواقديّ، عن ابن أخي الزهريّ، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة، قالت: تزوج النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- الكلابية، فذكر مثل حديث الباب، وقوله: الكلابية غلطٌ، وإنما هي الكندية، فكأنما الكلمة تصحفت.
نَعَم الكلابية قصّة أخرى، ذكرها ابن سعد أيضًا بهذا السند إلى الزهريّ، وقال: اسمها فاطمة بنت الضحاك بن سفيان، فاستعاذت منه، فطلّقها، فكانت تلقط البعر، وتقول: أنا الشقيّة، قال: وتُوُفِّيت سنة ستين.
ومن طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، أن الكندية لمّا وقع التخيير اختارت قومها، ففارقها، فكانت تقول: أنا الشقية.
ومن طريق سعيد بن أبي هند، أنها استعاذت منه، فأعاذها.