ولام، وفي رواية النسفيّ: ابن الغَسِيل، وهو أوجه، ولعلها كانت: ابن غسيل الملائكة، فسقط لفظ: الملائكة، والألف واللام بدل الإضافة، وعبد الرحمن يُنسب إلى جدّ أبيه، وهو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد اللَّه بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاريّ، وحنظلة هو غسيل الملائكة، استُشهِد بِأُحُدٍ، وهو جنب، فغسلته الملائكة، وقصته مشهورةٌ.
ووقع في رواية الجرجانيّ: عبد الرحيم، والصواب: عبد الرحمن، كما نبّه عليه الجيانيّ.
قوله:"إلى حائط، يقال له: الشَّوْط" بفتح المعجمة، وسكون الواو، بعدها مهملة، وقيل: معجمة، هو بستان، في المدينة معروف.
قوله:"حتى انتهينا إلى حائطين، جلسنا بينهما، فقال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- اجلسوا هاهنا، ودخل"؛ أي: إلى الحائط، في رواية لابن سعد، عن أبي أُسيد:"قال: تزوج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- امرأةً من بني الْجَوْن، فأمرني أن آتيه بها، فأتيته بها، فأنزلتها بالشَّوْط، من وراء ذُباب، في أُطُم، ثم أتيت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأخبرته، فخرج يمشي، ونحن معه"، و"ذُباب" بضم المعجمة، وموحدتين مخففًا: جبل معروف بالمدينة، والأطم: الحصون، وهو الأجُم أيضًا، والجمع آطام، وآجام، كعُنُق وأعناق.
وفي رواية لابن سعد:"أن النعمان بن الْجَوْن الكِنديّ أتى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مسلمًا، فقال: ألا أزوجك أجمل أَيِّم في العرب؟ فتزوجها، وبعث معه أبا أُسيد الساعديّ، قال أبو أُسيد: فأنزلتها في بني ساعدة، فدخل عليها نساء الحيّ فرحين بها، وخرجن، فذكرن من جمالها".
قوله:"فأُنزلت في بيتٍ، في نخلٍ، في بيتٍ، أُميمةُ بنتُ النعمان بن شَراحيل"، هو بالتنوين في الكلّ، وأميمة بالرفع (١): إما بدلًا عن الْجَونية، وإما عطف بيان، وظَنّ بعض الشراح أنه بالإضافة، فقال في الكلام على الرواية التي بعدها:"تزوج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أميمةَ بنت شَراحيل": ولعل التي نزلت في بيتها بنت أخيها، وهو مردود، فإن مخرج الطريقين واحد، وإنما جاء الوهم من
(١) هكذا ذكر الحافظ في "الفتح"، ومثله العينيّ في "شرحه"، وهو محلّ نظر، فتأملّ.