ساعدة، ثم جئت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأخبرته، فخرج يمشي على رجليه، حتى جاءها. . . " الحديث.
ومن طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال: اسم الجونية: أسماء بنت النعمان بن أبي الجون، قيل لها: استعيذي منه، فإنه أحظى لك عنده، وخُدِعت لِمَا رؤي من جمالها، وذُكر لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مَن حَمَلها على ما قالت، فقال: "إنهنّ صواحب يوسف، وكيدهنّ"، فهذه تتنزل قصتها على حديث أبي حازم، عن سهل بن سعد، وأما القصة التي في حديث الباب (١) من رواية عائشة، فيمكن أن تنزل على هذه أيضًا، فإنه ليس فيها إلا الاستعاذة، والقصة التي في حديث أبي أُسيد فيها أشياء مغايرة لهذه القصة، فيقوى التعدد، ويقوى أن التي في حديث أبي أُسيد اسمها أميمة، والتي في حديث سهل اسمها أسماء، واللَّه أعلم، وأميمة كان قد عقد عليها، ثم فارقها، وهذه لم يعقد عليها، بل جاء ليخطبها فقط.
قوله: "فأهوى بيده"؛ أي: أمالها إليها، ووقع في رواية ابن سعد: "فأهوى إليها ليقبّلها، وكان إذا اختلى النساء أقعي، وقَبَّل"، وفي رواية لابن سعد: "فدخل عليها داخل من النساء، وكانت من أجمل النساء، فقالت: إنك من الملوك، فإن كنت تريدين أن تحظي عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإذا جاءك فاستعيذي منه"، ووقع عنده عن هشام بن محمد، عن عبد الرحمن بن الغسيل بإسناد حديث الباب، أن عائشة وحفصة دخلتا عليها أول ما قدِمت، فمشطتاها، وخضبتاها، وقالت لها إحداهما: إن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول: أعوذ باللَّه منك".
قوله:"فقال: قد عُذت بمعاذ" هو بفتح الميم: ما يستعاذ به، أو اسم مكان العَوْذ، والتنوين فيه للتعظيم، وفي رواية ابن سعد:"فقال بكمّه على وجهه، وقال: عُذت معاذًا ثلاث مرات"، وفي أخرى له:"فقال: أَمِنَ عائذُ اللَّه".
قوله:"ثم خرج علينا، فقال: يا أبا أسيد اكسها رازقيين" براء، ثم زاي،