للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإنما يكون ذلك في أوله، والتي بين العتمة والغداة: العسعسة، قال ابن بَرّيّ: حَكَى حمزة بن الحسن الأصبهانيّ، أن أبا الفضل قال: أخبرنا أبو معمر عبد الوارث، قال: كنا بباب بكر بن حبيب، فقال عيسى بن عُمر في عرض كلام له: قحمة العشاء، فقلنا: لعلها فحمة العشاء، فقال: هي قحمة بالقاف، لا يُختلف فيها، فدخلنا على بكر بن حبيب، فحكيناها له، فقال: هي بالفاء لا غير؛ أي: فَوْرَته. انتهى (١).

(فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ) الفاء تعليليّة؛ أي لأن الشياطين (تَنْبَعِثُ)؛ أي: تنتشر، وتتفرّق (إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ")؛ أي: وبعد ذهابها لا ينبعثون، فلا يحصل منهم ضرر، فلكم أن ترسلوا فواشيكم وصبيانكم، واللَّه تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث جابر -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٠/ ٥٢٤٢ و ٥٢٤٣] (٢٠١٣)، و (أبو داود) (٢٦٠٤)، و (الحميديّ) في "مسنده" (٢/ ٥٣٥)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ٣١٢ و ٣٨٤ و ٣٩٥)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٥/ ١٤٤)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط" (٢/ ٩٠)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (٣/ ٣٠٦)، و (ابن الجعد) في "مسنده" (١/ ٣٨١)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٥/ ٢٥٦)، واللَّه تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- أوّل الكتاب قال:

[٥٢٤٣] (. . .) - (وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أبي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِنَحْوِ حَدِيثِ زُهَيْرٍ).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: قد تقدّم هذا الإسناد نفسه قبل أربعة أحاديث، و"عبد الرحمن" هو: ابن مهديّ، و"سفيان" هو الثوريّ.


(١) "تاج العروس" ١/ ٧٨٤٣ - ٧٨٤٤.