رَوَى عن حذيفة، وابن مسعود، وعليّ بن أبي طالب، وعائشة -رضي اللَّه عنهم-.
وروى عنه أبو إسحاق السَّبِيعيّ، وعليّ بن الأقمر، وخيثمة بن عبد الرحمن.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال يعقوب بن سفيان: اسم أبي حذيفة: يزيد بن صهيبة، وهو ثقةٌ، قال: وذكر أبو إسحاق السَّبِيعيّ أن اسمه سلمة.
أخرج له المصنّف، وأبو داود، والترمذيّ، والنسائيّ، وليس له في هذا الكتاب إلا هذا الحديث.
٣ - (حُذَيْفَةُ) بن اليمان، واسم اليمان حُسيل، أو حِسْل العبسيّ، حليف الأنصار الصحابيّ الجليل، من السابقين الأولين، وأبوه أيضًا صحابيّ، استُشهد بأُحد، ومات حُذيفة في أول خلافة عليّ سنة (٣٦)(ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ٢ ص ٤٥٧.
والباقون ذُكروا في الباب الماضي.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وأنه مسلسل بالكوفيين، وأن فيه ثلاثة من ثقات التابعين الكوفيين روى بعضهم عن بعض: الأعمش، عن خيثمة، عن أبي حُذيفة، وأن صحابيّه ابن صحابي -رضي اللَّه عنهما-، وقد أعلمه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بما كان وبما يكون إلى أن تقوم الساعة، كما هو في "صحيح مسلم".
شرح الحديث:
(عَنْ حُذَيْفَةَ) -رضي اللَّه عنه- أنه (قَالَ: كُنَّا) معاشر أصحاب النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- طَعَامًا) بالفتح تقدّم أنه اسم لما يُؤكل، (لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا)؛ أي: في ذلك الطعام، (حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-)؛ أي: ليبارك ذلك الطعام بسبب وضع يده -صلى اللَّه عليه وسلم- فيه، (فَيَضَعَ يَدَهُ، وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً)؛ أي: وقتًا من الأوقات، (طَعَامًا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ) لم يُعرف اسمها، قاله صاحب "التنبيه"(١)، وقال