للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دارنا، فاستسقى، فحلبنا شاةً لنا". (فَحَلَبْنَا لَهُ) وفي رواية للبخاريّ: "فحلبت شاةً"، فبيّن أن أنسًا هو الذي تولّى الحلب.

والْحَلْب بفتح، فسكون، أو بفتحتين: استخراج ما في الضرع من اللبن، كالْحِلاب بالكسر، والاحتلاب، وهو من بابي ضرب، ونصر، أفاده المجد (١). (مِنْ شَاةٍ دَاجِنٍ) بغير هاء صفة لـ "شاة وقد يقال: داجنة بالهاء؛ أي: آلفة للبيت، قال المجد - رحمه الله -: ودَجَنَ بالمكان دُجُونًا: أقام، والْحَمَامُ، والشاة، وغيرهما: أَلِفت البيوت، وهي داجنٌ، والجمع: دَوَاجن. انتهى (٢).

وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: دَجَنَ بالمكان دَجْنًا، من باب قَتَلَ، ودُجُونًا: أقام به، وأدجن بالألف مثله، ومنه قيل لِمَا يَأَلَف البيوت من الشاة، والحمام، ونحوه: دواجن، وقد قيل: داجنةٌ بالهاء، وسَحَابةٌ داجنة؛ أي: ممطرةٌ، والدَّجْنُ وزانُ فَلْس: المطر الكثير. انتهى (٣).

وقال النوويّ - رحمه الله -: قوله: "من شاة داجنٍ" هي بكسر الجيم، وهي التي تُعْلَف في البيوت، يقال: دَجَنت تَدْجُن دُجُونًا، ويُطلق الداجن أيضًا على كل ما يَألَف البيت من طير وغيره. انتهى (٤).

وقال في "العمدة": قوله: "شاة داجن": الداجن شاةٌ أَلِفت البيوتَ، وأقامت بها، والشاة تذكَّر وتؤنَّث، فلذلك قال: داجنٌ، ولم يقل: داجنةٌ، وقال ابن الأثير: الداجن: الشاة التي يَعلِفها الناسُ في منازلهم، يقال: دَجَنت تَدْجُنُ دُجُونًا. انتهى (٥).

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "تذكّر وتؤنّث" عبارة الفيّوميّ: الشاة: من الغنم يقع على الذكر والأنثى، فيقال: هذا شاةٌ للذكر، وهذه شاةٌ للأنثي، وشاةٌ ذَكَرٌ، وشاةٌ أنثى، وتصغيرها شُوَيهةٌ، والجمع شاءٌ، وشِياهٌ بالهاء رُجوعًا إلى الأصل، كما قيل: شَفَةٌ وشِفَاهٌ، ويقال: أصلها شاهَةٌ، مثلُ عَاهَةٍ. انتهى (٦).


(١) "القاموس المحيط" ص ٣١٠.
(٢) "القاموس المحيط" ص ٤١٦.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ١٩٠.
(٤) "شرح النوويّ" ١٣/ ٢٠٢.
(٥) "عمدة القاري" ١٢/ ١٩٢.
(٦) "المصباح المنير" ١/ ٣٢٦.