للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَبَصَقَ فِيهَا، وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - للمرأة ("ادْعِي خَابِزَةً، فَلْتَخْبزْ مَعَكِ) قال النوويّ - رحمه الله -: هذه اللفظة، وهي "ادعي" وقعت في بعض الأصول هكذا: "ادع" بعين، ثم ياء، وهو الصحيح الظاهر؛ لأنه خطاب للمرأة، ولهذا قال: "فلتخبز معك وفي بعضها: "ادعوني" بواو، ونون، وفي بعضها: "ادعني"، وهما أيضًا صحيحان، وتقديره: اطلبوا، واطلب لي خابزة. انتهى.

(وَاقْدَحِي)؛ أي: اغرفي، والْمِقْدَحة: الْمِغْرفة، يقال: قَدَحت المرقَ أقدحه: بفتح الدال، من باب منع: غَرَفْته. (مِنْ بُرْمَتِكُمْ، وَلَا تُنْزِلُوهَا")؛ أي: من الأثافي، قال جابر - رضي الله عنه -: (وَهُمْ)؛ أي: القوم الذين أكلوا من ذلك الطعام (أَلْفٌ) قال في "الفتح": وفي رواية أبي نعيم في "المستخرج": "فأخبرني أنهم كانوا تسعمائة، أو ثمانمائة"، وفي رواية عبد الواحد بن أيمن، عند الإسماعيليّ: "كانوا ثمانمائة، أو ثلاثمائة"، وفي رواية أبي الزبير: "كانوا ثلاثمائة"، والحكم للزائد؛ لمزيد علمه؛ لأن القصة متحدةٌ. انتهى (١).

(فَأُقْسِمُ بِاللهِ لأَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ)؛ أي: تركوا ذلك الطعام لِشِبَعهم، (وَانْحَرَفُوا)؛ أي: مالوا، وانصرفوا إلى جهة أخرى، (وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ) بكسر الغين المعجمة، وتشديد الطاء المهملة؛ أي: تغلي، وتفور من الامتلاء، فيُسمع غطيطها، وهو من معجزات النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. (كَمَا هيَ)؛ أي: ممتلئة على حالتها الأولى قبل الغرف منها، فخبر "هي" محذوف، والمعنى: تغلي غليانًا مثل غليان هي عليه قبل ذلك، قال الطيبيّ: "ما" كافّة، وهي المصحّحة لدخول الكاف على الجملة، و"هي" مبتدأ، والخبر محذوف؛ أي: كما هي قبل ذلك. انتهى (٢).

(وَإِنَّ عَجِينَتَنَا) وفي بعض النسخ: "عجيننا"، وقوله: (أَوْ كَمَا قَالَ الضَّحَّاكُ) شكٌّ من حجّاج الشاعر في قول الضحّاك بن مخلد، هل هو "وإن عجينتنا"، أو هو "عجيننا"، كما هو في بعض النسخ، أو غير ذلك. (لَتُخْبَزُ) بالبناء للمفعول، (كَمَا هُوَ) هكذا النسخ، بالتذكير، وقال النوويّ: وقوله: "كما هو" يعود إلى العجين. انتهى.


(١) "الفتح" ٩/ ١٩٣، كتاب "المغازي" رقم (٤١٠١).
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ١٢/ ٣٧٦٤.