للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[تنبيه]: قال في "الفتح": وقد اتفقت الطرق على أن هذا الحديث من مسند أنس، وقد وافقه على ذلك أخوه لأمه عبد الله بن أبي طلحة، فرواه مطوّلًا عن أبيه، أخرجه أبو يعلى من طريقه، بإسناد حسن، وأوله: "عن أبي طلحة قال: دخلت المسجد، فعرفت في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجوع. . ." الحديث، والمراد بالمسجد: الموضع الذي أعدّه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - للصلاة فيه محاصرة الأحزاب للمدينة، في غزوة الخندق. انتهى (١).

(قَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَعِيفًا)؛ أي: من شدّة الجوع، كما قال: (أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ) فيه العمل على القرائن، ووقع في رواية مبارك بن فَضَالة، عن بكر بن عبد الله، وثابت، عن أنس، عند أحمد: "أن أبا طلحة رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاويًا"، وعند أبي يعلى، من طريق محمد بن سيرين، عن أنس: "أن أبا طلحة بلغه أنه ليس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعام، فذهب، فأجّر نفسه بصاع من شعير، بعمل بقية يومه ذلك، ثم جاء به. . ." الحديث.

وفي رواية عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة - وهو أخو إسحاق، راوي حديث الباب - عن أنس، الآتية عند مسلم، وأبي يعلى، قال: "رأى أبو طلحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضطجعًا، يتقلّب ظهرًا لبطن".

وفي رواية يعقوب بن عبد الله بن أبي طلحة الآتية عند مسلم أيضًا، عن أنس، قال: "جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجدته جالسًا مع أصحابه، يحدثهم، وقد عَصَب بطنه بعصابة، فسألت بعض أصحابه، فقالوا: من الجوع، فذهبت إلى أبي طلحة، فأخبرته، فدخل على أم سليم، فقال: هل من شيء. . ." الحديث.

وفي رواية محمد بن كعب، عن أنس، عند أبي نعيم: "جاء أبو طلحة إلى أم سليم، فقال: أعندك شيء؟ فإني مررت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقرئ أصحاب الصفّة "سورة النساء"، وقد ربط على بطنه حجرًا من الجوع".

قال الجامع عفا الله عنه: هكذا أورد الروايات في "الفتح"، ولم يتكلّم على وجه الجمع فيها، والذي يظهر لي أنه لا تعارض بينها؛ لإمكان حَمْلها على التعدّد، ففي بعضها يظهر فيه هذا المعنى، فإن حديث الباب يوم الخندق،


(١) "الفتح" ٨/ ٢٣٦، كتاب "المناقب" رقم (٣٥٧٨).