أي: يَصُبّ، أو يتجرّع، وجاء الرفع على أن الجرجرة هي التي تُصَوِّت في البطن، قال النوويّ: النصب أشهر، ويؤيده رواية عثمان بن مرّة الآتية بلفظ:"فإنما يجرجر في بطنه نارًا من جهنم"، وأجاز الأزهريّ النصب على أن الفعل عُدِّي إليه، وابن السيد الرفع، على أنه خبر "إنّ"، و"ما" موصولة، قال: ومن نصب جعل "ما" زائدة كافّة لـ"إنّ" عن العمل، وهو نحو:{إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ}، فقرئ بنصب {كَيْدُ}، ورَفْعه.
ويدفعه أنه لم يقع في شيء من النُّسخ بفصل "ما" من "إنّ"، وقوله: إن النار تصوِّت في بطنه كما يصوِّت البعير بالجرجرة مجازُ تشبيهٍ؛ لأن النار لا صوت لها، كذا قيل، وفي النفي نظر لا يخفى، قاله في "الفتح"(١)، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أم سلمة - صلى الله عليه وسلم - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٢٤/ ٥٣٧٥ و ٥٣٧٥ و ٥٣٧٦](٢٠٦٥)، و (البخاريّ) في "الأشربة"(٥٦٣٤)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٤/ ١٩٥ و ١٩٦ و ١٩٧)، و (ابن ماجه) في "الأشربة"(٣٤١٣)، و (مالك) في "الموطّأ"(٢/ ٩٢٤ - ٩٢٥)، و (الشافعيّ) في "مسنده"(١/ ١٠)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه"(١١/ ٦٦)، و (الطيالسيّ) في "مسنده"(١/ ٢٢٣)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(٨/ ٢٠٩)، و (أحمد) في "مسنده"(٦/ ٣٠٠ و ٣٠١ و ٣٠٢ و ٣٠٤)، و (الدارميّ) في "سننه"(٢/ ١٢١)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٥٣٤١ و ٥٣٤٢)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(٢٣/ ٦٣٣ و ٦٣٤ و ٦٣٥)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(١٢/ ٣٠٩ و ٣٤٥ و ٣٦٩ و ٤٣١)، و (ابن راهويه) في "مسنده"(٤/ ٨٨ و ١٥٩)، و (ابن الجعد) في "مسنده"(١/ ٢٣٣ و ٤٤٤)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٥/ ٢١٦ و ٢١٧ و ٢١٨)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(١/ ٢٧)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٣٠٣٠)، والله تعالى أعلم.