للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثم عثمان إلى أن مات بعد قَتْل عثمان - رضي الله عنهم -، ذكره في "الفتح" (١).

(فَاسْتَسْقَى حُذَيْفَةُ) - رضي الله عنه -؛ أي: طلب الماء ليشربه، (فَجَاءَهُ دِهْقَانٌ) بكسر الدال المهملة، ويجوز ضمّها، بعدها هاء ساكنة، ثم قاف، هو كبير القرية بالفارسيّة، قاله في "الفتح" (٢).

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هو بكسر الدال على المشهور، وحُكي ضمّها، وممن حكاه: صاحب "المشارق"، و"المطالع"، وحكاهما القاضي في "الشرح" عن حكاية أبي عبيدة، ووقع في نُسخ "صحاح الجوهريّ"، أو بعضها مفتوحًا، وهذا غريب، وهو زعيم فَلّاحي العجم، وقيل: زعيم القرية ورئيسها، وهو بمعنى الأول، وهو عجميّ مُعَرَّب، قيل: النون فيه أصلية، مأخوذ من الدَّهْقَنَة، وهي الرياسة، وقيل: زائدة من الدّهق، وهو الامتلاء، وذكره الجوهريّ في "دهقن" لكنه قال: إن جعلتَ نونه أصلية، من قولهم: تدهقن الرجل، صرفتَه؛ لأنه فعلالٌ، وإن جعلتَه من الدهق، لم تصرفه؛ لأنه فعلان. قال القاضي: يَحْتَمِل أنه سُمّي به مَن جَمَعَ المالَ، وملأ الأوعية منه، يقال: دَهقتُ الماءَ وأدهقته: إذا أفرغته، ودهق لي دهقة من ماله؛ أي: أعطانيها، وأدهقت الإناء؛ أي: ملأته، قالوا: يَحْتَمِل أن يكون من الدَّهْقَنَة، والدَّهْقَمَة، وهي لين الطعام؛ لأنهم يليّنون طعامهم، وعيشهم؛ لسعة أيديهم وأحوالهم، وقيل: لحذقه، ودَهائه، والله أعلم. انتهى كلام النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - (٣).

ووقع في رواية أحمد عن وكيع، عن شُعبة: "استسقى حذيفة من دهقان، أو عِلْج"، وعند البخاريّ في "الأطعمة" من طريق سيف، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى: "أنهم كانوا عند حُذيفة، فاستسقى، فسقاه مجوسيّ". قال الحافظ: لم أقف على اسمه. انتهى.

(بِشَرَابٍ)، وعند النسائيّ: "بِمَاءٍ"، (فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ)، وعند البخاريّ: "بقدح من فضّة"، (فَرَمَاهُ بِهِ)؛ يعني: أن حذيفة - رضي الله عنه - رَمَى ذلك الدهقان بذلك


(١) "الفتح" ١٢/ ٦٩٣، كتاب "الأشربة" رقم (٥٦٣٢).
(٢) "الفتح" ١٢/ ٦٩٣، كتاب "الأشربة" رقم (٥٦٣٢).
(٣) "شرح النووي" ١٤/ ٣٥.