للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَقَالَ: "إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ"، فَأُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حُلَّةٌ سِيَرَاءُ، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيَّ، قَالَ: قُلْتُ: أَرْسَلْتَ بِهَا إِلَيَّ، وَقَدْ سَمِعْتُكَ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ، قَالَ: "إِنَّمَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتَسْتَمْتِعَ بِهَا").

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ) أبو خيثمة، تقدّم قبل باب.

٢ - (أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ) هو: عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقّاص الزهريّ المدنيّ، مشهورٌ بكنيته، ثقةٌ [٥] (ع) تقدم في "الحيض" ٩/ ٧٣٤.

والباقون ذُكروا في الباب.

وقوله: (رَأَى عَلَى رَجُلٌ مِنْ آلِ عُطَارِدٍ) المراد عطارد نفسه، كما قيل في قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} [سبأ: ١٣] إنه داود نفسه، قاله صاحب "التنبيه" (١).

وقوله: (قَبَاءً مِنْ دِيبَاجٍ)؛ أي: من خليط الحرير، (أَو حَرِيرٍ)، "أو" فيه للشكّ من الراوي.

و"القباء" بالفتح، والمدّ، قال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: والقباء ممدود عربيّ، والجمع أقبية، وكأنه مشتقّ من: قبوتُ الحرفَ أقبوه قَبْوًا: إذا ضممته. انتهى (٢).

وقال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: "القَبْوُةُ": انضمام ما بين الشفتين، ومنه القَبَاءُ من الثياب، جمعه أقبية. انتهى (٣).

والحديث بهذا السياق من أفراد المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّل الكتاب قال:

[٥٣٩٦] ( … ) - (وَحَدَّثَني ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثنَا رَوْحٌ، حَدَّثنَا شُعْبَةُ، حَدَّثنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيه، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى عَلَى رَجُلٍ مِنْ آلِ عُطَارِدٍ. بِمِثْلِ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّمَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتَنْتَفِعَ بِهَا، وَلَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا").


(١) "تنبيه المعلم" ص ٣٥٩.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٨٩.
(٣) "القاموس المحيط" ص ١٠٢٧.