للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالجنّة - رضي الله عنهم -، ذو مناقب جمّة، استُشهد في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، ووليَ الخلافة عشرين سنةً ونصفًا - رضي الله عنه -.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي عُثْمَانَ) النهديّ عبد الرحمن بن مُلّ مثلّث الميم، واللام مشدّدة أنه (قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ) بن الخطّاب - رضي الله عنه -، قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: معنى: "كتب إلينا": كتب إلى أمير الجيش، وهو عتبة بن غزوان ليقرأه على الجيش، فقرأه علينا. انتهى (١).

وقوله: (وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ) جملة حاليّة من"إلينا"، وفي الرواية الآتية: "جاءنا كتاب عمر، ونحن بأذربيجان"، وفي رواية البخاريّ: "أتانا كتاب عمر"، قال في "الفتح": قوله: "أتانا كتاب عمر" كذا قال أكثر أصحاب قتادة، وشذّ عمر بن عامر، فقال: عن قتادة، عن أبي عثمان، عن عثمان، فذكر المرفوع، وأخرجه البزّار، وأشار إلى تفرّده به، فلو كان ضابطًا لقلنا: سمعه أبو عثمان من كتاب عمر، ثم سمعه من عثمان بن عفان، لكن طُرُق الحديث تدلّ على أنه عن عمر، لا عن عثمان، وقد ذكره أصحاب الأطراف في ترجمة أبي عثمان، عن عمر، وفيه نظر؛ لأن المقصود بالكتابة إليه هو عتبة بن فَرْقد، وأبو عثمان سمع الكتاب يُقرأ، فإما أن تكون روايته له عن عمر بطريق الوجادة، وإما أن يكون بواسطة المكتوب إليه، وهو عتبة بن فرقد، ولم يذكروه في رواية أبي عثمان عن عتبة، وقد نَبَّه الدارقطنيّ على أن هذا الحديث أصل في جواز الرواية بالكتابة عند الشيخين، قال ذلك بعد أن استدركه عليهما، وفي ذلك رجوع منه عن الاستدراك عليه، والله أعلم. انتهى (٢).

وقوله أيضًا: (وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ) - بفتح الهمزة، والذال المعجمة، وسكون الراء، وقيل: بسكون الذال، وفتح الراء، وبكسر الموحدة، بعدها تحتانية ساكنة، ثم جيم خفيفة، وآخره نون - وحَكَى ابن مكيّ كسر أوله،


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ٤٦.
(٢) "الفتح" ١٣/ ٣٠٢ - ٣٠٣، كتاب "اللباس" رقم (٥٨٢٨).