للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: وكان حصين من أقربائه، ذكره في "التهذيب" (١).

وتعقّب في "الفتح" قوله: "وشهد خيبر"، فقال: وأما قوله: إنه شهد خيبر … إلخ، فلم يوافق على ذلك، وإنما أول مشاهده حُنين. انتهى.

وقال في "الفتح": صحابيّ مشهور، سُمّي أبوه باسم النجم، واسم جدّه يربوع بن حبيب بن مالك السلميّ، ويقال: إن يربوع هو فرقد، وإنه لقب له، وكان عتبة أميرًا لعمر في فتوح بلاد الجزيرة.

قال: ورَوَينا في "المعجم الصغير" للطبرانيّ من طريق أم عاصم امرأة عتبة، عن عتبة، قال: أخذني الشَّرَى (٢) على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمرني، فتجرّدت، فوضع يده على بطني وظهري، فعَبَق بي الطيب من يومئذ، قالت أم عاصم: كنا عنده أربع نسوة، فكنا نجتهد في الطيب، وما كان هو يمسه، وإنه كان لأطيبنا ريحًا. انتهى (٣).

(إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ) قال القرطبيّ: يعني به مال المسلمين، وهو ضمير يفسّره الحال، والكدّ: السعي، والتعب. انتهى (٤). (وَلَا مِنْ كَدِّ أَبِيكَ، وَلَا مِنْ كَدِّ أُمِّكَ) قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: الكدّ: التعب، والمشقة، والمراد هنا: أن هذا المال الذي عندك ليس هو من كسبك، ومما تَعِبت فيه، ولحقتك الشدّة، والمشقة في كسبه، وتحصيله، ولا هو من كدّ أبيك، وأمك، فَوَرِثْتَه منهما، بل هو مالُ المسلمين، فشارِكهم فيه، ولا تختصّ عنهم بشيء، بل أشْبِعهم منه. انتهى (٥).

(فَأَشْبعِ الْمُسْلِمِينَ فِي رِحَالِهِمْ)؛ أي: منازلهم، (مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِي رَحْلِكَ) المعنى: أشبِعهم كما تشبع منه في الجنس، والقدر، والصفة، ولا تؤخر أرزاقهم عنهم، ولا تُحْوِجهم يطلبونها منك، بل أوْصِلها إليهم، وهم في منازلهم بلا طلب.


(١) "تهذيب التهذيب" ٧/ ٩٣ بزيادة من"الإصابة في تمييز الصحابة" ٤/ ٤٣٩.
(٢) "الشَّرَى" بُثُورٌ صغارٌ حُمْرٌ حَكّاكةٌ مُكْربةٌ، تَحْدُثُ دفعةً غالبًا، وتشتدّ ليلًا لِبُخار يثور في البدن دَفْعةً، قاله في "القاموس" ص ٦٨٣.
(٣) "الفتح" ١٣/ ٣٥٣، كتاب "اللباس" رقم (٥٨٢٨).
(٤) "المفهم" ٥/ ٣٩٤.
(٥) "شرح النوويّ" ١٤/ ٤٦.