للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لوظيفته قام، وتركها، فيجمع بين وظيفته، وقضاء حقّها المندوب، وعِشْرتها بالمعروف، لا سيّما إن عُرف من حالها حرصها على هذا، ثم إنه لا يلزم من النوم معها الجماع. انتهى كلام النوويّ - رحمه الله -.

وقال الطيبيّ - رحمه الله - بعد نقل كلام النوويّ المذكور معلّقًا على قوله: "وهو ظاهر فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ما نصّه: أقول: ولأن في قيامه من فراشها مع ميل النفس إليها، متوجّهًا إلى التهجّد أصعب، وأشقّ، ومن ثمّة ورد: "عجب ربنا من رجلين: رجلٍ ثار عن وطائه ولحافه من بين حِبّه وأهله إلى صلاته، فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حِبّه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي، وشَفَقًا مما عندي … " الحديث. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: أشار الطيبيّ بالحديث إلى حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَجِب ربنا من رجلين: رجلٍ ثار عن وطائه ولحافه، من بين حِبِّه وأهله إلى صلاته، فيقول الله جَلّ وعلا لملائكته: انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه، من بين حِبّه وأهله إلى صلاته؛ رغبةً فيما عندي، وشفقةً مما عندي، ورجلٍ غزا في سبيل الله، فانهزم أصحابه، وعَلِمَ ما عليه في الانهزام، وما له في الرجوع، فرجع حتى هُريق دمه، فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع؛ رجاءً فيما عندي، وشفقًا مما عندي، حتى هُريق دمه".

رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبرانيّ، وابن حبان في "صحيحه" (٢)، قال المنذريّ: ورواه الطبرانيّ موقوفًا بإسناد حسن، ولفظه: "إن الله ليضحك إلى رجلين: رجلٍ قام في ليلة باردة من فراشه، ولحافه، ودثاره، فتوضأ، ثم قام إلى الصلاة، فيقول الله - عزَّ وجلَّ - لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ٩/ ٢٨٩٢.
(٢) في سنده عطاء بن السائب، وقد رواه عنه حماد بن سلمة، وهو ممن روى عنه بعد اختلاطه، لكن تابعه حماد بن زيد عند الطبرانيّ في "الكبير"، وإن خالفه في وقفه، لكنه في حكم المرفوع، وقد صححه الشيخ الألبانيّ فيما كتبه على "المشكاة"، وحسّنه في "الترغيب والترهيب".