للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: وحديث نافع أخرجه مسلم من رواية أيوب، والليث، وأسامة بن زيد، كلهم عن نافع، قال مثل حديث مالك، وزادوا فيه: "يوم القيامة"، قال: وهذه الزيادة ثابتة عند رواة "الموطأ" عن مالك أيضًا، وأخرجها أبو نعيم في "المستخرج" من طريق القعنبيّ، وأخرج الترمذيّ، والنسائيّ الحديث من طريق أيوب، عن نافع، وفيه زيادة تتعلق بذيول النساء.

قال: وحديث عبد الله بن دينار أخرجه أحمد، من طريق عبد العزيز بن مسلم عنه، وفيه: "يوم القيامة"، وكذا في رواية سالم، وغير واحد عن ابن عمر. انتهى ما في "الفتح" بتصرّف يسير (١).

(عَنِ ابْنِ عُمَرَ) - رضي الله عنهما - (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (لَا يَنْظُرُ اللهُ)؛ أي: ومن نظر الله تعالى إليه يرحمه، ففيه إثبات صفة النظر لله تعالى على ما يليق بجلاله - سبحانه وتعالى -، وقال في "الفتح": قوله: "لا ينظر الله"؛ أي: لا يرحمه، فالنظر إذا أضيف إلى الله كان مجازًا، وإذا أضيف إلى المخلوق، كان كناية، ويَحْتَمِل أن يكون المراد: لا ينظر الله إليه نظر رحمة، وقال شيخنا - يعني: الحافظ العراقيّ - في "شرح الترمذيّ": عَبَّر عن المعنى الكائن عند النظر بالنظر؛ لأن من نظر إلى متواضع رحمه، ومن نظر إلى متكبر مقته، فالرحمة والمقت متسببان عن النظر، وقال الكرماني: نسبة النظر لمن يجوز عليه النظر كناية؛ لأن من اعتدّ بالشخص التفت إليه، ثم كثُر حتى صار عبارة عن الإحسان، وإن لم يكن هناك نظر، ولمن لا يجوز عليه حقيقة النظر، وهو تقليب الحدقة، والله منزه عن ذلك، فهو بمعنى الإحسان، مَجاز عما وقع في حق غيره كناية. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذا الذي ذكره الكرمانيّ، والعراقيّ والحافظ من تفسير النظر بالرحمة تفسير باللازم، وهو مخالف لِمَا أطبق عليه


= يسترخي، إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لست ممن يصنعه خيلاء". انتهى.
(١) "الفتح" ١٣/ ٢٥١ - ٢٥٢، كتاب "اللباس" رقم (٥٧٨٣).
(٢) "الفتح" ١٣/ ٢٥٨ - ٢٥٩، كتاب "اللباس" رقم (٥٧٨٣).