للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال في "الفتح" في شرح الحديث الثاني: قوله: "لو لبثت في السجن ما لبث يوسف، ثم أتاني الداعي لأجبته" كذا أورده مختصرًا، وقد تقدم في ترجمة يوسف من أحاديث الأنبياء من هذا الوجه، وزاد فيه قصة لوط، قال: وأخرجه النسائي في "التفسير" من هذا الوجه، وزاد في أوله: "نحن أحقّ بالشك من إبراهيم … " الحديث.

وأخرجه مسلم من هذا الوجه، لكن قال: مثل حديث يونس بن يزيد، عن الزهريّ، عن سعيد، وأبي سلمة، عن أبي هريرة بطوله، ومن طريق أبي أويس، عن الزهريّ، مثل مالك.

وأخرجه الدارقطنيّ في "غرائب مالك" من طريق جويرية بطوله، أخرجوه كلهم من رواية عبد الله بن محمد بن أسماء، عن عمه جويرية بن أسماء، وذكر أن أحمد بن سعيد بن أبي مريم رواه عنه، فقال: "عن أبي سلمة"، بدل "أبي عبيدة"، ووَهِمَ فيه، فإن المحفوظ عن مالك: "وأبي عبيد"، لا "أبو سلمة"، وكذلك أخرجه من طريق سعيد بن داود، عن مالك، أن ابن شهاب حدّثه أن سعيدًا، وأبا عبيد أخبراه به.

قال: وقد وقع في بعض طرقه بأبسط من سياقه، فأخرج عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، رفعه: "لقد عَجِبتُ من يوسف، وكرمه، وصبره، حتى سئل عن البقرات العِجَاف والسّمَان، ولو كنت مكانه ما أجبته، حتى أشترط أن يخرجوني، ولقد عَجِبتُ منه حين أتاه الرسول، يعني: ليَخْرُج إلى الملك، فقال: ارجع إلى ربك، ولو كنت مكانه، ولبثت في السجن ما لبثَ، لأسرعت الإجابة، ولبادرت الباب، ولَمَا ابتغيتُ العذر"، وهذا مرسل، وقد وصله الطبريّ، من طريق إبراهيم بن يزيد الخُوزيّ (١) - بضم المعجمة والزاي - عن عمرو بن دينار، بذكر ابن عباس فيه، فذكره، وزاد: "ولولا الكلمة التي قالها، لما لبث في السجن ما لبث". انتهى (٢). والله تعالى


(١) إبراهيم بن يزيد الخُوزيّ، أبو إسماعيل المكي، مولى بني أميّة، متروك الحديث، من السابعة، مات سنة (١٥١)، قاله في "التقريب" ص ٢٤.
(٢) راجع: "الفتح" ١٢/ ٣٩٩ "كتاب التعبير" رقم (٦٩٩٢).