وفي حديث أنس:"فلما كان عثمان جلس على بئر أريس"، وزاد ابن سعد:"ثم كان في يد عثمان ستّ سنين"، ووقع في حديث ابن عمر عند أبي داود، والنسائيّ، من طريق المغيرة بن زياد، عن نافع، من الزيادة في آخره:"عن ابن عمر: فاتخذ عثمان خاتمًا، ونقش فيه: محمد رسول الله، فكان يختم به، أو يتختم به"، وله شاهد من مرسل عليّ بن الحسين، عند ابن سعد في "الطبقات"، وفي رواية أيوب بن موسى، عن نافع الآتية عند مسلم نحو حديث عبيد الله بن عمر، عن نافع إلى قوله:"فجعل فصه مما يلي كفه"، قال: وهو الذي سقط من معيقيب في بئر أريس.
وهذا يدلّ على أن نسبة سقوطه إلى عثمان نسبة مجازية، أو بالعكس، وأن عثمان طلبه من معيقيب، فختم به شيئًا، واستَمَرّ في يده، وهو مفكّر في شيء يعبث به، فسقط في البئر، أو ردّه إليه، فسقط منه، والأول هو الموافق لحديث أنس.
وقد أخرج النسائيّ من طريق المغيرة بن زياد، عن نافع هذا الحديث، وقال في آخره:"وفي يد عثمان ست سنين من عمله، فلما كثرت عليه الكتب دفعه إلى رجل من الأنصار، فكان يختم به، فخرج الأنصاريّ إلى قَليب لعثمان، فسقط، فالتُمِس فلم يوجد"(١).
(نَقْشُه)؛ أي: نَقْش ذلك الخاتم؛ أي: الشيء المنقوش فيه، ("مُحَمَّد رَسُولُ اللهِ") زاد ابن سعد من مرسل ابن سيرين: "بسم الله، محمد رسول الله"، ولم يتابَع على هذه الزيادة، وقد أورده من مرسل طاوس، والحسن البصريّ، وإبراهيم النخعيّ، وسالم بن أبي الجعد، وغيرهم، ليس فيه الزيادة، وكذا وقع في الباب من حديث ابن عمر.
وأما ما أخرجه عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، أنه أخرج لهم خاتَمًا، فزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يلبسه، فيه تمثال أسد، قال معمر: فغسله بعض أصحابنا، فشربه، ففيه مع إرساله ضعف؛ لأن ابن عَقِيل