مِن مُعَيْقِيبٍ) بقاف، وآخره موحّدة، مصغرًا بن أبي فاطمة الدوسيّ، حليف بني عبد شمس، من السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، وشهِد المشاهد، وولي بيت المال لعمر، ومات في خلافة عثمان، أو عليّ - رضي الله عنهم -، تقدّمت ترجمته في "المساجد ومواضع الصلاة" ١٢/ ١٢٢٤.
(فِي بِئْرِ أَرِيسٍ) متعلّق بـ "سقط"، وهي بفتح الهمزة، وكسر الراء، وبالسين المهملة: بئر معروفة قريبة من قُباء، وهي مصروفة.
وفي حديث أنس - رضي الله عنه - عند البخاريّ من طريق ثمامة بن عبد الله، عن أنس، أن أبا بكر - رضي الله عنه - لمّا استُخلف كُتِب له، وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر:"محمد" سطر، و"رسول" سطر و"الله" سطر.
وفي رواية أخرى: قال: كان خاتم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في يده، وفي يد أبي بكر بعده، وفي يد عمر بعد أبي بكر، فلما كان عثمان جلس على بئر أريس، قال: فأخرج الخاتم، فجعل يعبث به، فسقط، قال: فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان، فنزح البئر، فلم يجده.
وفي رواية النسائيّ من طريق المغيرة بن زياد، قال: حدّثنا نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبس خاتَمًا من ذهب ثلاثة أيام، فلما رآه أصحابه فَشَت خواتيم الذهب، فرَمَى به، فلا ندري ما فَعَل، ثم أمر بخاتم من فضة، فأمر أن ينقش فيه محمد رسول الله، وكان في يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى مات، وفي يد أبي بكر حتى مات، وفي يد عمر حتى مات، وفي يد عثمان ست سنين من عمله، فلما كَثُرت عليه الكُتُب دفعه إلى رجل من الأنصار، فكان يختم به، فخرج الأنصاريّ إلى قليب لعثمان، فسقط، فالتُمِس فلم يوجد، فأمر بخاتم مثله، ونَقَش فيه محمد رسول الله (١).
فقد اختلفت الروايات، فرواية الشيخين تدلّ على أنه سقط من يد عثمان - رضي الله عنه - نفسه في بئر أريس، ورواية مسلم تدلّ على أنه سقط من يد مُعيقيب في بئر أريس، ورواية النسائيّ تدلّ على كونه سقط من يد الأنصاريّ في بئر عثمان.