للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفيه ثماني عشرة لغةً جَمَعها بعضهم بقوله:

سِمُ سِمَةٌ وَاسْمٌ سَمَاةٌ كَذَا سَمَا … سَمَاءٌ بِتَثْلِيثٍ لأَوَّلِ كُلِّهَا

وقال المناويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "تسمَّوا باسمي"؛ أي: محمد، وأحمد، وحقيقة التسمية تعريف الشيء بالشيء؛ لأنه إذا وُجد وهو مجهول الاسم لَمْ يكن له ما يقع تعريفه به، فجاز تعريفه يوم وجوده، أو إلى ثلاثة الأيام، أو سبعة، أو فوقها، والأمر واسع، وهذا نصّ صريح في الردّ على من منع التسمي باسمه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ كالتكني. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: أصل "تسمَّوا" تسمّيُوا بوزن تعلّمُوا، فقُلبت الياء ألفًا؛ لتحرّكها، وانفتاح ما قبلها، ثمّ حُذفت الألف؛ لالتقاء الساكنين، فصار تَسَمَّوا بفتح الميم المشدّدة، فلام الفعل محذوفة، وهكذا تصريف "تَكَنَّوْا"، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(وَلَا تَكَنَّوْا) (٢) بفتح التاء، والكاف، وشد النون، وحذف إحدى التاءين، أو بسكون الكاف، وضمّ النون، وفي بعض النسخ: "ولا تكتنوا"، (بِكُنْيَتِي") هو أبو القاسم؛ إعظامًا لحرمتي، فيحرم التكني به لمن اسمه محمد وغيره في زمنه وغيره، على الأصح عند الشافعية، وجوّز مالك التكني بعده به، حتى لمن اسمه محمد (٣).

وقال في "العمدة": قوله: "ولا تكنوا" فيه ثلاثة أوجه:

[الأول]: أنه من باب التفعيل، من كَنَّى يُكَنِّي تَكْنِيةً، فعلى هذا فهو بضمّ التاء، وفتح الكاف، وضمّ النون مع التشديد.

[والثاني]: أنه من باب التّفَعُّل مِن تَكَنَّى يَتَكَنَّى تَكَنِّيًا، فعلى هذا فهو بفتح الكاف والنون أيضًا، مع التشديد، وأصله لا تتكنّوا بالتائين، فحُذفت إحداهما، كما في {نَارًا تَلَظَّى} [الليل: ١٤]، أصله تتلظى.

[الثالث]: أنه من باب الافتعال، من اكتَنَى يَكتني اكتناءً، فعلى هذا فهو بفتح التاء، وسكون الكاف، وفتح التاء، وضم النون، والكل من الكناية، وهي


(١) "فيض القدير" ٣/ ٢٤٥.
(٢) وفي نسخة: "ولا تكتنوا".
(٣) "فيض القدير" ٣/ ٢٤٥.