للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ) هي زوجته، وبنت عمّه، (أنَّهُمَا قَالَا: خَرَجَتْ)؛ أي: من مكة، (أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِى بَكْرٍ) الصدّيق -رضي الله عنهما-.

[تنبيه]: قولهما: "خرجت … إلخ" ظاهره يوهم أنه من باب الإرسال؛ لأنهما لم يشهدا القصّة، وليس كذلك؛ لأن الرواية التالية بيّنت أنهما روياه عن أسماء نفسها، ولفظها: "قالت: فخرجتُ، وأنا متمّ … " الحديث.

وقد أجاد الحافظ -رحمه الله- في "الفتح" البحث فيه، حيث قال عند الكلام على حديث عائشة -رضي الله عنها-: هو محمول على أنه عن عروة عن أمه أسماء، وعن خالته عائشة، فقد أخرجه البخاريّ من رواية أبي أسامة، عن هشام على الوجهين، كما ترى، وفي رواية أسماء زيادة تختصّ بها، وقد ذكر البخاريّ لحديث أسماء متابعًا، وهي الرواية المعلَّقة التي فرغنا منها (١).

وذكر أبو نعيم لحديث عائشة -رضي الله عنها- متابِعًا، من رواية عبد الله بن محمد بن يحيى، عن هشام.

وأخرج مسلم من طريق أبي خالد الأحمر، عن هشام، مختصرًا نحوه.

وأخرج مسلم من طريق شعيب بن إسحاق، عن هشام ما يقتضي أنه عند عروة عن أمه، وخالته، ولفظه: "عن هشام، حدّثني عروة، وفاطمة بنت المنذر، قالا: خرجت أسماء حين هاجرت، وهي حبلى بعبد الله بن الزبير، قالت (٢):


(١) هي قوله بعد رواية حديث أسماء عن زكريّا بن يحيى، عن أبي أسامة عن هشام … إلخ ما نصّه: تابعه خالد بن مخلد عن عليّ بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن أسماء -رضي الله عنها- أنها هاجرت إلى النبىّ -صلى الله عليه وسلم-، وهي حبلى. انتهى.
قال في"الفتح": قوله: "تابعه خالد بن مخلد" وصله الإسماعيليّ من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن خالد بن مخلد، بهذا السند، ولفظه: "أنها هاجرت، وهي حبلى بعبد الله، فوضعته بقباء، فلم تُرضعه حتى أتت به النبىّ -صلى الله عليه وسلم- "نحوه، وزاد في آخره: "ثم صلى عليه -أي: دعا له- وسمّاه عبد الله". انتهى.
(٢) ظاهر قوله: قالت: فقدمت، ونفست، ثم خرجت، كلها بتاء المتكلّم، من قول أسماء، لكن جميع النُّسخ عندنا ليس فيها "قالت"، وكلها بتاء التأنيث، والفعل مسندَ إلى ضمير الغائبة، فهو من قول عروة وفاطمة، والظاهر أن لفظة "قالت" غلط وقع في "الفتح"، فليُتنبّه.