للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مَجُوسٌ، وفي العَجَمِيّ، والعَرَبِيّ: عَجَمٌ، وعَرَبٌ، وسُمِّيَت اليَهود اشتقاقًا مِن هَادُوا؛ أَي: تابُوا، وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ، ولكنهم حَذَفُوا ياءَ الإِضافَة، كما قالوا: زِنْجِيّ، وزِنْج. انتهى (١).

وقال الفيّوميّ رحمه الله: هُودٌ: اسم نَبِيّ عليه السلام عربيُّ، ولهذا ينصرف، وهَادَ الرَّجل هَوْدًا: إذا رَجَع، فهو هَائِدٌ، والجمع هُودٌ، مثلُ بَازِل وبُزْلٍ، وسُمِّي بالجمع، وبالمضارع، وفي التّنزيل: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة: ١٣٥] ويقال: هم يهودُ غير منصرف؛ للعلميّة، ووزن الفعل، ويجوز دخول الألف واللام، فيقال: اليهود، وعلى هذا فلا يمتنع التّنوين؛ لأنه نُقِل عن وزن الفعل إلى باب الأسماء، والنسبة إليه يَهُودِيٌّ، وقيل: اليهوديُّ نسبة إلى يهودا بن يعقوب عليه السلام، هكذا أورد الصغانيّ يَهُودَا في باب المهملة. انتهى (٢).

(عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("وَعَلَيْكُمْ") كذا بالواو، وتقدّم البحث في هذا مستوفًى قريبًا. (فَقَالَتْ عَائِشَة) - رضي الله عنها -، وقوله: (وَغَضِبَتْ) جملة حاليّة من الفاعل، (ألمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("بَلَى، قَدْ سَمِعْتُ) ما قالوه، (فَرَدَدْتُ عَلَيْهِمْ) بقوفي: "وعليكم" (وَإِنَّا) معاشر المسلمين (نُجَابُ عَلَيْهِمْ)؟ أي: تستجاب دعوتنا عليهم، (وَلَا يُجَابُونَ عَلَيْنَا" أي: لا تستجاب دعوتهم علينا، فلا حاجة إلى إغلاظ القول عليهم.

وفي رواية أحمد من طريق محمد بن الأشعث، عن عائشة - رضي الله عنه - في نحو هذا الحديث: "فقال: مَهْ إن الله لا يحب الفحش، ولا التفحش، قالوا قولًا، فرددناه عليهم، فلم يَضُرّنا شيء، ولزمهم إلى يوم القيامة".

ويستفاد منه أن الداعي إذا كان ظالِمًا على من دعا عليه لا يستجاب دعاؤه، ويؤيده قوله تعالى: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [الرعد: ١٤] (٣).

وقال الخطابيّ ما ملخّصه: إن الداعي إذا دعا بشيء ظلمًا، فإن الله لا يستجيب له، ولا يجد دعاؤه محلًّا في المدعوّ عليه. انتهى، والله تعالى أعلم.


(١) "تاج العروس" ١/ ٢٣٦٦.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٦٤٢.
(٣) "الفتح" ١١/ ٢٠٠.