الجوهريّ في "الصحاح": الْبِرَاز بكسر الباء: هو الغائط، وهذا أشبه أن يكون هو المرادَ هنا، فإن مراد هشام بقوله:"يعني: البراز" تفسير قوله - صلى الله عليه وسلم -: "قد أُذِن لكنّ أن تخرجن لحاجتكنّ"، فقال هشام: المراد بحاجتهنّ: الخروج للغائط، لا لكل حاجة، من أمور المعايش، والله أعلم. انتهى (١).
وقال في "الفتح": "الْبَرَازُ": الفضاء، وهو بفتح الموحّدة، ثم راء، وبعد الألف زاي، قال الخطابيّ: أكثر الرواة يقولونه بكسر أوله، وهو غلط؛ لأن الْبِراز بالكسر هو المبارزة في الحرب.
وتعقّبه الحافظ، فقال: بل هو موجّهٌ؛ لأنه يطلق بالكسر على نفس الخارج، قال الجوهريّ: الْبِراز المبارزة في الحرب، والْبِزار أيضًا كناية عن ثُقْل الغذاء، وهو الغائط، والْبَرَاز بالفتح: الفضاء الواسع. انتهى.
فعلى هذا مَن فَتح أراد الفضاء، فإن أطلقه على الخارج، فهو من إطلاق اسم المحلّ على الحالّ، كما تقدم مثله في الغائط، ومَنْ كَسَر أراد نفس الخارج. انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: وللعينيّ تعقّب لتوجيه الحافظ المذكور على عادته المستمرّة، وليس مصيبًا في ذلك، فتأمله بالإمعان، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عائشة - رضي الله عنها - هذا متّفق عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٧/ ٥٦٥٦ و ٥٦٥٧ و ٥٦٥٨ و ٥٦٥٩ و ٥٦٦٠](٢١٧٠)، و (البخاريّ) في "الوضوء"(١٤٦ و ١٤٧) و"التفسير"(٤٧٩٥) و"النكاح"(٥٢٣٧) و"الاستئذان"(٦٢٤٠)، و (أحمد) في "مسنده"(٦/ ٥٦ و ٢٢٣ و ٢٧١)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(٥٤)، و (ابن حبّان) في