للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الزُّبَيْرِ) أشار القاضي عياض إلى أن معناه أنها تلتقطه من النوى الساقط فيها، مما أكله الناس، وألقوه. (الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) قال أهل اللغة: يقال: أقطعه: إذا أعطاه قَطِيعة، وهي قِطْعة أرض، سُمِّيت قَطِيعةً؛ لأنها اقتطعها من جملة الأرض، قاله النوويّ رحمه اللهُ (١).

وقال الفيّوميّ: أقطع الإِمام الجندَ البلدَ إقطاعا: جعل لهم غَلّتها رزقًا، واستقطعته: سألته الإقطاعَ، واسم ذلك الشيء الذي يُقطَعُ: قَطِيعةٌ (٢). (عَلَى رَأْسِي) متعلّق بـ "أنقُل"، (وَهِيَ)؛ أي: تلك الأرض التي أقطعه - صلى الله عليه وسلم - إياها، (عَلَى ثُلُثَي فَرْسَخ)؛ أي: من مسكنها بالمدينة، قال النوويّ رحمه اللهُ: وأما الفرسخ فهو ثلاثة أميالً، والميل ستة آلاف ذراع، والذراع أربع وعشرون إصبعًا معترضةً معتدلةً، والإصبع ست شَعِيرات معترضات، معتدلات. انتهى (٣).

وقال الفيّوميّ رحمه اللهُ: الْفَرْسخة: السعة، ومنها اشتُقّ الْفَرْسخُ، وهو ثلاثة أميال بالهاشميّ، وقَدَّره في "البارع"، وكذا في "التهذيب" بخمس وعشرين غَلْوةً، وسيأتي أن اليونان قالوا: الفَرْسَخُ: ثلاثة أميال، وقَدّروا الأميال الهاشمية بالتقدير الثاني، إلا أنه مخالِف لِمَا في "التهذيب"، و"البارع"، والجمع: فَرَاسِخُ. انتهى (٤).

وقال في "التاج": الفَرْسَخ: الرَّاحَة، ومنه أُخِذَ فَرْسَخُ الطَّرِيق، كما قيل، وهو ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ هاشِمِيّة، أَو ستّة، أو اثنا عَشَرَ أَلفَ ذرَاعٍ، أَو عَشَرَةُ آلافِ ذِراع، سُمِّيَ بذلك؛ لأَنّ صاحِبَه إِذا مَشَى قعَدَ، واسْتَرَاح من ذلك، كأَنّه سكَنَ. انتهى (٥).

قال الجامع عفا الله عنه: كتب بعض المعاصرين بأن مقدار الفرسخ بالتقدير المعاصر (٥٥٤٤) مترًا، (٥.٥٤٤) كيلو مترا (٦)، والله تعالى أعلم.


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٦٥.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٥٠٩.
(٣) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٦٥.
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٤٦٨.
(٥) " قال العروس" ١/ ١٨٣٧.
(٦) راجع: "الإيضاحات العصريّة للمقاييس، والمكاييل، والأوزان، والنقود الشرعيّة" لصاحبها محمد صبحي بن حسن حلاق ص ٦٤.