للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ماتت بعد عليّ - رضي الله عنهم -. ("مَا لِي) "ما" استفهاميّة؛ أي: أيّ شيء ثبت، وقوله: (أَرَى) جملة حاليّة، (أَجْسَامَ بَني أَخِي)؛ يعني: جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أراد الأخوّة الإسلاميّة، لا أخوّة النسب، فهو صحابيّ مشهور، وابن عمه أبي طالب، حال كونها (ضَارِعَةً) بالضاد المعجمة؛ أي: ضعيفةً نحيفة، وأصل الضراعة الخضوع، والتذلّل، قاله القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -، وقال ابن الأثير - رَحِمَهُ اللهُ -: الضارع: النحيف الضاوي الجسم، يقال: ضَرَعَ يَضْرَعُ، فهو ضارعٌ، وضَرَعُ بالتحريك. انتهى (١).

وقال في "القاموس"، و"شرحه": وضَرَعَ إليه، ويُثَلَّثُ ضَرَعًا محركةً، وضَرَاعَةً: خَضَعَ، وذَلَّ، واسْتَكَانَ، أو كفرحَ، ومَنَعَ: تَذَلَّلَ، فهو ضارعٌ، وضَرِعٌ، ككتِفٍ، وضَرُوعٌ، وضَرَعَةٌ، محركةً، وككَرُمَ: ضَعُفَ، فهو ضَرَعٌ، محركةً، من قومٍ ضَرَعٍ محركةً أيضًا، ومُهْرٌ ضَرَعٌ محركةً: لَمْ يَقْوَ على العَدْو، والضَّارعُ، والضَّرَعُ مُحَرَّكَةً: الصَّغير من كلِّ شيءٍ، أَو الصَّغير السِّنّ، وقِيلَ: هو الضَّعيفُ النَّحيفُ الضَّاوي الجِسم، ومنهُ الحَديثُ: أَنَّ النَبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأَى ولَدَي جَعفَرٍ الطَّيَّارِ - رضي الله عنه -، فقال: "مَا لِي أَراهُما ضارِعَيْن؟ " قال: والضَّرعُ ككَتِفٍ: الضَّعيفُ الجِسمِ النَّحيف، وقد ضَرعَ، كفَرِحَ. انتهى (٢).

وقوله: (تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ؟ ") بتقدير همزة الاستفهام؛ أي: أتصيبهم الحاجة؟؛ أي: الجوع ونحوه. (قَالَتْ) أسماء (لَا)؛ أي: ليست بهم حاجة، (وَلَكِنِ الْعَيْنُ)؛ أي: إصابة عين الناس بالأذى (تُسْرعُ إِلَيْهِمْ) فضَرعت أجسامهم بسبب هذا. (قَالَ) - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ("ارْقِيهِمْ" أي: عوّذيهم (قَالَتْ) أسماء - رضي الله عنها - (فَعَرَضْتُ) بفتح الراء، من ضرب، يقال: عَرَضْتُ الشيءَ عَرْضًا، من باب ضَرَبَ، فَأَعْرَضَ هو، بالألف؛ أي: أظهرته، وأبرزته، فظهر هو، وبَرَزَ، والمطاوع من النوادر التي تَعَدَّى ثلاثيُّها، وقَصَرَ رباعيها، عكسُ المتعارف، قاله الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ - (٣). (عَلَيْهِ)؛ أي: على النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفي رواية أحمد: قالت: لا،


(١) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ص ٥٤٣.
(٢) "القاموس المحيط" ١/ ٩٥٨، و "تاج العروس" ١/ ٥٤٠٢ - ٥٤٠٣.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٤٠٢.