القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "وإنَّما نَهَى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الرُّقى مطلقًا؛ لأنَّهم كانوا يرقون في الجاهلية بِرُقًى هو شركٌ، وبما لا يُفهم، وكانوا يعتقدون أن ذلك الرُّقى يؤثّر بنفسه، ثم إنهم لمّا أسلموا، وزال ذلك عنهم نهاهم النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك عمومًا؛ ليكون أبلغ في المنع، وأسدُّ للذريعة، ثم إنهم لما سألوه، وأخبروه أنهم ينتفعون بذلك؛ رخَّص لهم في بعض ذلك، وقال: "اعْرِضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرُّقى ما لَمْ يكن فيه شرك"، فجازت الرقية من كلّ الآفات من الأمراض، والجراح، والقروح، والْحُمَة، والعين، وغير ذلك؛ إذا كان الرُّقى بما يُفْهَم، ولم يكن فيه شرك، ولا شيء ممنوع، وأفضل ذلك، وأنفعه ما كان بأسماء الله تعالى وكلامه، وكلام رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. انتهى كلام القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ - (١)، وهو تحقيقٌ نفيس، والله تعالى أعلم.