للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ) أبو حبيب البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ [٩] (ت ٢١٦) تقدم في "الإيمان" ٥٥/ ٣٢٢.

٣ - (وُهَيْبُ) بن خالد البصريّ، تقدّم قريبًا.

٤ - (عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ) اليمنيّ، تقدّم أيضًا قريبًا.

٥ - (أَبُوهُ) طاوس بن كيسان اليمنيّ، تقدّم أيضًا قريبًا.

٦ - (ابْنُ عَبَّاسٍ) عبد الله البحر الحبر -رضي الله عنهما-، تقدّم أيضًا قريبًا.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من سُداسيّات المصنّف -رحمه الله-، وفيه رواية الابن عن أبيه، وفيه ابن عبّاس -رضي الله عنهما- حبر الأمة، وبحرها، وأحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة.

شرح الحديث:

(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) -رضي الله عنهما- (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- احْتَجَمَ) بالبناء للفاعل؛ أي: طلب من يَحْجُمُهُ، يقال: حجمه يحجمه، من بابي ضرب، ونصر: إذا امتصّ دمه بالْمِحَجَم. (وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ) وفي رواية تقدّمت للمصنّف في "البيوع" من رواية الشعبيّ، عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: "حَجَمَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عبدٌ لبني بياضة، فأعطاه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أجره، وكَلَّم سيّده، فخفّف عنه من ضريبته"، ولو كان سُحتًا لم يُعطه النبيّ. قيل: العبد المذكور هو أبو طيبة المذكور في حديث أنس -رضي الله عنه- المتقدّم هناك، فراجع ما تقدّم، والله تعالى أعلم.

(وَاسْتَعَطَ)؛ أي: استَعمل السَّعُوط، وهو أن يَستلقي على ظهره، ويَجعل بين كتفيه ما يرفعهما لينحدر رأسه، ويقطر في أنفه ماء، أو دهنٌ، فيه دواءٌ مفرد، أو مركبٌ؛ ليتمكن بذلك من الوصول إلى دماغه؛ لاستخراج ما فيه من الداء بالعطاس، وأخرج الترمذيّ عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- رفعه: "إن خير ما تداويتم به السَّعُوط" (١)، ذكره في "الفتح" (٢)، والله تعالى أعلم.

قال الجامع عفا الله عنه: حديث ابن عبّاس -رضي الله عنهما- هذا متّفقٌ عليه، وقد مضى تخريجه في "البيوع" [٣٣/ ٤٠٣٤ و ٤٠٣٥] (١٢٠٢)، فراجعه تستفد، وبالله تعالى التوفيق.


(١) حديث ضعيف.
(٢) "الفتح" ١٣/ ٧٨.