للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن وهب، عن مالك، ويونس جميعًا، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن الحارث، والصواب الأول، وأظنّ ابن وهب حمل رواية مالك على رواية يونس، قال: وقد رواه إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، عن مالك؛ كالجماعة، لكن قال: عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، عن ابن عباس، زاد في السند: "عن أبيه"، وهو خطأ.

قال الحافظ: وقد خالف هشام بن سعد جميع أصحاب ابن شهاب، فقال: عن ابن شهاب، عن حُميد بن عبد الرحمن، عن أبيه، وعمر، أخرجه ابن خزيمة، وهشام صدوقٌ سيّئ الحفظ، وقد اضطرب فيه، فرواه تارةً هكذا، ومرّةً أخرى عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، وعمر، أخرجه ابن خزيمة أيضًا.

ولابن شهاب فيه شيخ آخر، قد ذكره البخاريّ إثر هذا السند، فقال بسنده: عن ابن شهاب، عن عبد الله بن عامر، أن عمر خرج إلى الشام. انتهى (١).

(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ) -رضي الله عنهما- (أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ) -رضي الله عنه- (خَرَجَ إِلَى الشَّامِ) البلد المعروف، وهو بهمزة ساكنة، ويجوز تخفيفها، والنسبة شأميّ على الأصل، ويجوز شآمٍ بالمدّ من غير ياء، مثلُ يمنيّ، ويمانٍ، قاله الفيّوميّ (٢).

[تنبيه]: كان خروج عمر -رضي الله عنه- إلى الشام -على ما ذكره سيف بن عمر في "الفتوح"- في ربيع الآخر سنة ثماني عشرة، وأن الطاعون كان وقع أوّلًا في المحرّم، وفي صفر، ثم ارتفع، فكتبوا إلى عمر، فخرج، حتى إذا كان قريبًا من الشام بلغه أنه أشدّ ما كان، فذكر القصة، وذكر خليفة بن خياط أن خروج عمر -رضي الله عنه- إلى سَرْغَ كان في سنة سبع عشرة، فالله أعلم.

وهذا الطاعون الذي وقع بالشام حينئذ هو الذي يُسَمَّى طاعون عَمَوَاس -بفتح العين المهملة، والميم، وحُكِي تسكينها، وآخره سين مهملة- قيل: سُمّي بذلك؛ لأنه عَمَّ، وواسى (٣).


(١) "الفتح" ١٣/ ١٣٦ - ١٣٧، كتاب "الطبّ" رقم (٥٧٢٩).
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٣٢٨.
(٣) "الفتح" ١٣/ ١٣٦ - ١٣٧، كتاب "الطبّ" رقم (٥٧٢٩).