وقوله:(إِنْ يَكُنْ مِنَ الشُّؤْمِ شَيْءٌ حَقٌّ … إلخ) صفة لـ "شيء"، وهو اسم "يكن" مؤخّرًا، وخبرها الجارّ والمجرور قبله.
ومعنى الحديث: إن فُرِضَ وجود الشؤم يكون في هذه الثلاثة، والمقصود منه نفي صحة الشؤم، ووجوده على وجه المبالغة، فهو من قبيل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لو كان شيء سابقٌ القدرَ لسبقته العين"، فلا ينافيه حينئذ عموم نفي الطيرة في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا عدوى، ولا طيرة".
[فإن قلت]: فما وجه التوفيق بين هذا وبين قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الشؤم في ثلاثة … إلخ"؟.
[قلت]: قد جمعوا بينهما بوجوه: منها: أن قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الشؤم في ثلاثة … إلخ" كان في أول الأمر، ثم نُسِخ ذلك بقوله تعالى:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ} الآية [الحديد: ٢٢]، حكاه ابن عبد البرّ، والنسخ لا يثبت بالاحتمال، لا سيما مع إمكان الجمع، ولا سيما، وقد ورد في حديث ابن عمر عند البخاريّ نفي التطير، ثم إثباته في الأشياء الثلاثة، ولفظه:"لا عدوى، ولا طيرة، والشؤم في ثلاث: في المرأة، والدار، والدابة".
ومنها: ما قال الخطابيّ: هو استثناء من غير الجنس، معناه: إبطال