كتاب البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج

(١) - (باب في كون الرؤيا من الله تعالى، وأنها جزء من النبوة) - [تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد - ج: 37 - ص: 23

٦ - (مَعْمَرُ) بن راشد الأزديّ مولاهم، أبو عروة البصريّ، نزيل اليمن، ثقةٌ ثبتٌ فاضلُ، إلا أن في روايته عن ثابت، والأعمش، وهشام بن عروة شيئًا، وكذا فيما حَدَّث به بالبصرة، من كبار [٧] (ت ١٥٤)، وهو ابن ثمان وخمسين سنة (ع) تقدم في "المقدمة" ٤/ ١٨.

والباقيان ذُكرا قبله.

وقوله: (وَلَيْسَ فِي حَدِيثِهِمَا … إلخ) الضمير ليونس بن يزيد، ومعمر بن راشد.

وقوله: (حِينَ يَهُبُّ مِنْ نَوْمِهِ)؛ أي: يستيقظ، يقال: هبّ من نومه، من باب نصر: استيقظ.

[تنبيه]: رواية يونس بن يزيد عن الزهريّ هذه ساقها الطبرانى رحمه الله في "الدعاء"، فقال:

(١٢٧٥) - حدّثنا إسماعيل بن الحسن الخفّاف المصريّ، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خير الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حَلَم أحدكم بالشيء يكرهه، فليبصق عن يساره حين يَهُبّ من نومه ثلاث مرات، وليستعذ بالله عز وجل من شرّها، فلن تضرّه". انتهى (١).

ورواية معمر عن الزهريّ ساقها عبد الرزّاق رحمه الله في "مصنّفه"، فقال:

(٢٠٣٥٣) - أخبرنا (٢) عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، قال: كنت ألقى من الرؤيا شدّة، غير أني لا أُزَمَّل، حتى حدّثني أبو قتادة، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حَلَم أحدكم شيئًا يكرهه، فليبصق عن شماله ثلاث نَفَثَات، وليستعذ من الشيطان، فإنه لا يضرّه". انتهى (٣).

---

(١) "الدعاء للطبرانيّ" ١/ ٣٨١.
(٢) قائل: "أخبرنا" هو تلميذ عبد الرّزاق، فتنبّه.
(٣) "مصنف عبد الرزاق" ١١/ ٢١٢.