عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأى أحدكم الرؤيا تعجبه، فليذكرها، وليفسّرها، وإذا رأى أحدكم الرؤيا تسوؤه، فلا يذكرها، ولا يفسّرها".
وقيل لمالك -رحمه الله-: أيَعْبُر الرؤيا كل أحد؟ فقال: أبالنبوة يُلْعَب؟ وقال مالك: لا يَعْبُر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيرًا أخبر به، وإن رأى مكروهًا فليقل خيرًا، أو ليصمُت، قيل: فهل يَعْبُرها على الخير، وهي عنده على المكروه؛ لقول من قال: إنها على ما أُوِّلت عليه؟، فقال: لا، ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة، فلا يُتلاعب بالنبوة. انتهى كلام ابن عبد البرّ -رحمه الله- (١)، وهو تحقيقٌ مفيد، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّل الكتاب قال:
١ - (عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ) بن فارس العبديّ، البصريّ، أصله من بخارى، ثقةٌ، قيل: كان يحيى بن سعيد لا يرضاه [٩](ت ٢٠٩)(ع) تقدم في "الإيمان" ٧٩/ ٤١٧.
٢ - (عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ) الْهُنَائيّ -بضم الهاء، وتخفيف النون، ممدودًا- البصريّ، ثقةٌ، كان له عن يحيى بن أبي كثير كتابان: أحدهما سماع، والآخر إرسال، فحديث الكوفيين عنه فيه شيءٌ، من كبار [٧](ع) تقدم في "الإيمان" ٧٩/ ٤١٧.
٣ - (أَحْمَدُ بْنُ الْمُنْذِرِ) بن الجارود البصريّ، أبو بكر القَزّاز، صدوقٌ [١١](ت ٢٣٠)(م) تقدم في "الصيام" ٢١/ ٢٦٦١، من أفراد المصنّف.
٤ - (عَبْدُ الصَّمَدِ) بن عبد الوارث بن سعيد الْعَنْبَريّ مولاهم التَّنُّوريّ