للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذات يوم، وذات ليلة، وهو كناية عن يوم وليلة؛ كأنه قال: رأيته وقتًا، أو زمنًا الذي هو يوم أو ليلة، وأما على الثانية، فكأنه قال: رأيته مدةً التي هي يومٌ أو ليلةٌ، ونحوها، فقال أبو حاتم: كأنهم أضمروا مؤنثًا. انتهى (١).

وقال في "العمدة" (٢): قوله: "ذات ليلة"؛ أي: في ليلة، ولفظة "ذات" مُقحَمة؛ للتأكيد، وقال الزمخشريّ: هو إضافة المسمى إلى اسمه، وقال الجوهريّ: أما قولهم: ذات مرّة، وذا صباح، فهو من ظروف الزمان التي لا تتمكن، تقول: لقيته ذاتَ يوم، وذاتَ ليلة (٣).

(فِيمَا يَرَى النَّائِمُ) "ما" يحتمل أن تكون موصولًا حرفيًّا، أو اسميًّا؛ أي: في رؤية النائم؛ أي: في الذي يراه النائم، وقال الطيبيّ: أي: في جملة ما يراه النائم الصالح الرؤيا (٤). (كَأَنَّا) بتشديد النون، أصله كأننا، أُدغمت النون في النون. (فِي دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ)؛ أي: دار رجل يسمّى بهذا الاسم، وهو صحابيّ أنصاريّ، قال في "الإصابة": عقبة بن رافع الأنصاريّ، له ذِكرٌ، ورواية، ففي "صحيح مسلم" من طريق ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رأيت كأني في دار عقبة بن رافع، فأتينا برُطَب من رُطَب ابن طاب … " الحديث، وأخرجه ابن منده في ترجمة عقبة بن نافع، فصحّفه، وتعقبه أبو نعيم، وروى أبو يعلى، والحسن بن سفيان، من طريق عاصم بن عُمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن عقبة بن رافع، رفعه: "إذا أحب الله عبدًا حماه الدنيا … " الحديث، وأخرجه من طريق ابن لَهِيعة، عن عُمارة بن غَزِيّة، عن عاصم، ورواه غير ابن لهيعة، عن عُمارة، فسَمّى الصحابيّ قتادة بن النعمان، فالله أعلم. انتهى (٥).

(فَأُتِينَا) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول، (بِرُطَبٍ) بضمّ الراء، وفتح الطاء:


(١) "مشارق الأنوار" ١/ ٢٧٣.
(٢) "عمدة القاري" ٢/ ١٧٣.
(٣) "الصحاح" ص ٣٦٧.
(٤) "الكاشف عن حقائق السُّنن" ٩/ ٣٠٠٥.
(٥) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٤/ ٥١٩.