للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(مِنْ كِنَانَةَ)؛ أي: من بني كنانة، (وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ) ابن عبد مناف، (وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ") وقال الحافظ -رَحِمَهُ اللهُ- في "الأمالي المطلقة" بعد إخراجه هذا الحديث ما نصّه: وله شاهد من حديث ابن عمر أتمّ سياقًا منه، ثم قال: وبه إلى ابن منده قال: أخبرنا محمد بن يعقوب، قال: حدّثنا الحسن بن مكرم، قال: حدّثنا عبد الله بن بكر، قال: حدّثنا محمد بن ذكوان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: بينما نحن على باب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فذكر حديثًا، قال فيه: فخرج النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "إن الله خلق السماوات سبعًا، ثم خلق الخلق، فاختار من الخلق بني آدم، ثم اختار من بني آدم العرب، ثم اختار من العرب مضر، ثم اختار من مضر قريشًا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم، فأنا خِيَارٌ من خيار". انتهى.

قال: هذا حديث حسن، أخرجه الطبرانيّ في "الكبير"، و"الأوسط" من رواية حماد بن واقد، عن محمد بن ذكوان. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.

وأخرج البيهقيّ -رَحِمَهُ اللهُ- في "شعب الإيمان" عن ابن عمر قال: إنا لقعود بفناء النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فذكر الحديث إلى أن قال: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى خلق السماوات سبعًا، فاختار العليا منها، فأسكنها من شاء من خلقه، ثم خلق الخلق، فاختار مِن خَلْقه بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشًا، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم". انتهى (٢).


(١) "الأمالي المطلقة" ١/ ٦٨.
(٢) "شعب الإيمان" ٢/ ١٣٩ - ١٤٠. والحديث ضعّفه بعضهم؛ لأجل حماد بن واقد، ومحمد بن ذكوان، لكن الذي يظهر لي أنه حسن، كما قال الحافظ؛ لأن حماد بن واقد لم ينفرد به، بل تابعه عبد الله بن بكر السهميّ، وهو ثقةٌ، ومحمد بن ذكوان روى عنه جماعة، وثّقه ابن معين، وابن حبّان، وقال أبو داود الطيالسيّ عن شعبة: حدّثني محمد بن ذكوان، وكان كخير الرجال، وتكلّم فيه غيرهم، راجع: "تهذيب التهذيب" (٣/ ٥٥٨)، فأقلّ أحواله أن يكون حسن الحديث، والله تعالى أعلم.