للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخطابيّ: وقال بعضهم: "أحادب"، بالحاء المهملة، والدال، قال: وليس بشيء، قال: وقال بعضهم: "أجارد"، بالجيم، والراء، والدال، قال: وهو صحيح المعنى إن ساعدته الرواية، قال الأصمعيّ: الأجارد من الأرض ما لا ينبت الكلأ، معناه: أنها جرداء بارزة، لا يسترها النبات، قال: وقال بعضهم: إنما هي "إخاذات" بالخاء، والذال المعجمتين، وبالألف، وهو جمع إخاذة، وهي الغدير الذي يمسك الماء، وذكر صاحب "المطالع" هذه الأوجه التي ذكرها الخطابيّ، فجعلها روايات منقولة، وقال القاضي في "الشرح": لَمْ يَرِدْ هذا الحرف في مسلم، ولا في غيره إلا بالدال المهملة، من الجدب الذي هو ضِدّ الْخِصْب، قال: وعليه شَرَح الشارحون. انتهى (١).

وقال في "الفتح": قوله: "إخاذات"، كذا في رواية أبي ذَرّ بكسر الهمزة، والخاء، والذال المعجمتين، وآخره مثناة من فوقُ، قبلها ألف، جمع إخاذة، وهي الأرض التي تُمسك الماء، وفي رواية غير أبي ذرّ، وكذا في مسلم وغيره: "أجادب" بالجيم، والدال المهملة، بعدها موحّدةٌ: جمع جَدْب بفتح الدال المهملة، على غير قياس، وهي الأرض الصلبة التي لا يَنْضُب منها الماء، وضَبَطه المازريّ (٢) بالذال المعجمة، وَوَهَّمه القاضي، ورواها الإسماعيليّ عن أبي يعلي، عن أبي كريب: "أحارب" بحاء وراء مهملتين، قال الإسماعيليّ: لَمْ يضبطه أبو يعلي، وقال الخطابيّ (٣): ليست هذه الرواية بشيء، قال: وقال بعضهم: "أجارد" بجيم، وراء، ثم دال مهملة: جَمْع جرداء، وهي البارزة التي لا تُنْبت، قال الخطابيّ: هو صحيح المعني، إن ساعدته الرواية، وأغرب صاحب "المطالع"، فجعل الجميع روايات، وليس في "الصحيحين" سوى روايتين فقط، وكذا جزم القاضي (٤). انتهى (٥).

(أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللهُ بِهَا النَّاسَ)؛ أي: بتلك الأجادب؛ أي: بمائها الذي أمسكته، وللأصيلي "به"؛ أي: بالماء. (فَشَرِبُوا مِنْهَا، وَسَقَوْا) قال أهل


(١) "شرح النوويّ" ١٥/ ٤٦.
(٢) "المعلم" ٣/ ١٢٣.
(٣) "الأعلام" ١/ ١٩٨.
(٤) "مشارق الأنوار" ١/ ١٤٢.
(٥) "الفتح" ١/ ٣٠٨ - ٣٠٩، كتاب "العلم" رقم (٧٩).