للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال النوويّ -رحمه الله-: وأما جربا، فبجيم مفتوحة، ثم راء ساكنة، ثم باء موحّدة، ثم ألف مقصورة، هذا هو الصواب المشهور أنها مقصورة، وكذا قيّدها الحازميّ في كتابه "المؤتلف في الأماكن"، وكذا ذكرها القاضي، وصاحب "المطالع"، والجمهور، وقال القاضي، وصاحب "المطالع": ووقع عند بعض رواة البخاريّ ممدودًا، قالا: وهو خطأ، وقال صاحب "التحرير": هي بالمدّ، وقد تُقْصَر، قال الحازميّ: كان أهل جربا يهودًا كتب لهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الأمان لَمّا قَدِم عليه لحية بن رؤبة صاحب أيلة بقوم منهم، ومن أهل أَذْرُح يطلبون الأمان.

وأما أذرح: فبهمزة مفتوحة، ثم ذال معجمة ساكنة، ثم راء مضمومة، ثم حاء مهملة، هذا هو الصواب المشهور الذي قاله الجمهور، قال القاضي، وصاحب "المطالع": ورواه بعضهم بالجيم، قالا: وهو تصحيف، لا شكّ فيه، وهو كما قالا، وهي مدينة في طرف الشام في قبلة الشوبك، بينها وبينه نحو نصف يوم، وهي في طرف الشَّراط، بفتح الشين المعجمة، في طرفها الشماليّ، وتبوك في قبلة أذرُح، بينهما نحو أربع مراحل، وبين تبوك ومدينة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نحو أربع عشرة مرحلة. انتهى (١).

[تنبيه]: زاد في رواية عبيد الله العمريّ عن نافع الآتية: "قال عبد الله: فسألته، فقال: قريتين بالشام، بينهما مسيرة ثلاث ليال"، وفي رواية: "ثلاثة أيام"، فقال في "الفتح": وأما مسافة الثلاث فإن الحافظ ضياء الدين المقدسيّ ذكر في الجزء الذي جَمَعه في الحوض، أن في سياق لفظها غَلَطًا، وذلك الاختصار وقع في سياقه من بعض رواته، ثم ساقه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، وأخرجه من فوائد عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقوليّ، بسند حسن إلى أبي هريرة مرفوعًا في ذِكْر الحوض، فقال فيه: "عَرْضُهُ مثل ما بينكم وبين جرباء وأذرُح"، قال الضياء: فظهر بهذا أنه وقع في حديث ابن عمر حذفٌ، تقديره: كما بين مقامي وبين جرباء وأذرُح، فسقط "مقامي، وبين".

وقال الحافظ صلاح الدين العلائيّ بعد أن حكى قول ابن الأثير في


(١) "شرح النوويّ" ١٥/ ٥٨.