للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثيابكم، وكفّنوا فيها موتاكم"، قال التِّرمذيّ: حسن صحيح، وصححه أيضًا ابن جان، والحاكم.

٥ - (ومنها): بيان أن الملائكة تتشكّل بصورة بني آدم، وتُرى حقيقةً بخلاف صورتها الأصليّة.

٦ - (ومنها): أن رؤية الملائكة لا تختمر بالأنبياء، بل يراهم الصحابة، والأولياء.

٧ - (ومنها): أن فيه منقبةً لسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - حيث رأى الملَكين، قال القرطبيّ -رَحِمَهُ الله -: رؤية سعد - رضي الله عنه - لهذين الملكين في ذلك اليوم كرامة من الله تعالى، خصَّه بها، كما قد خصَّ عمران بن حصين - رضي الله عنهما - بتسليم الملائكة عليه، وأُسيد بن حُضير برؤية الملائكة الذين تنزّلوا لقراءة القرآن، وقتال الملائكة للكفار يوم بدر، ويوم أُحد لم يَخرُج عن عادة القتال المعتاد بين الناس، ولو أَذِن الله تعالى لملَك من أولئك الملائكة بأن يَصيح صيحة واحدة في عسكر العدوّ لهلكوا في لحظة واحدة، أو لخسف بهم موضعهم، أوأسقط عليهم قطعة من الجبل المطلّ عليهم، لكن لو كان ذلك لصار الخبر عيانًا، والإيمان بالغيب مشاهدة، فيبطل سرّ التكليف، فلا يتوجَّه لوم، ولا تعنيف، كما قد صرَّح الله تعالى بذلك قولًا وذكرًا؛ إذ قال: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَو كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: ١٥٨]. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ الله - أوّلَ الكتاب قال:

[٥٩٨٨] (. . .) - (وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوَارِث، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثنا سَعْدٌ، عَنْ أَبِيه، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ يَوْمَ أُحُدٍ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَعَنْ يَسَارِهِ رَجُلَيْن، عَلَيْهِمَا ثِيَابًا بِيضٌ، يُقَاتِلَانِ عَنْهُ؛ كأشَدِّ الْقِتَال، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ، وَلَا بَعْدُ).


(١) "المفهم" ٦/ ١٠١.