للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (أَو قال) للشكّ من الراوي؛ أي: أو قال النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّهُ لَبَحْر") وهذا أبلغ من الأول في وصفه بالجري القويّ (١).

(قَالَ) أنس -رضي الله عنه- (وَكَانَ) ذلك الفرس (فَرَسًا يُبَطَّأ) بضمّ أوله، وتشديد الطاء المهملة، مبنيًّا للمفعول؛ أي: يُنسب إلى البطء، وقال النوويّ -رَحِمَهُ الله-: معناه: يُعرف بالبطء، والعجز، وسُوء السَّيْر. انتهى (٢).

وقال القرطبيّ -رحمه الله-: قوله: "وكان فرسًا يُبَطَّأ أي: يُنسب البطء إليه، وُيعرف به، فلما ركبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أدركته بركته؛ فسابق الجياد، وصار نِعْم الْعَتَاد، والرواية المشهورة: "يبطأ" بالمثناة تحتُ، والموحّدة، من البطء: ضدّ السُّرْعة، وعند الطبريّ: "ثَبِطًا أي: ثقيلًا، وهو بمعنى الأول. انتهى (٣)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفق عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١١/ ٥٩٨٩ و ٥٩٩٠ و ٥٩٩١] (٢٣٠٧)، و (البخاريّ) في "الهبة" (٢٦٢٧) و "الجهاد" (٢٨٥٧ و ٢٨٦٠ و ٢٨٦٢ و ٢٨٦٧ و ٢٩٠٨ و ٢٩٦٩ و ٣٠٤٠) و "الأدب" (٦٠٣٣ و ٦٢١٢)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (١٩٧٩)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ١٧١ و ١٨٠ و ٢٧٤ و ٢٩١)، و (أبو داود) في "الأدب" (٤٩٨٨)، و (التِّرمذيّ) في "الجهاد" (١٦٨٥)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٥٧٩٨)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٦/ ٨٨ و ١٠/ ٢٥ و ٢٠٠)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (٢١٦٠)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان أن النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان أحسن الناس خَلْقًا وخُلُقًا، وأجود الناس، وأشجع الناس.


(١) "عمدة القاري" ١٤/ ١٨٧.
(٢) "شرح النوويّ" ١٥/ ٦٧.
(٣) "المفهم" ٦/ ٩٩ - ١٠٠.