٢ - (ومنها): الحثّ على حُسن الخُلُق، وبيان فضيلة صاحبه، وهو صفة أنبياء الله تعالى، وأوليائه، قال الحسن البصريّ -رحمه الله-: حقيقة حسن الخلق بذل المعروف، وكَفّ الأذى، وطلاقة الوجه، وقال القاضي عياض -رحمه الله-: هو مخالطة الناس بالجميل، والْبِشْر، والتودّد لهم، والإشفاق عليهم، واحتمالهم، والحلم عنهم، والصبر عليهم في المكاره، وترك الكِبْر، والاستطالة عليهم، ومجانبة الغِلَظ، والغضب، والمؤاخذة.
قال: وحَكَى الطبريّ خلافًا للسلف في حسن الخلق، هل هو غريزة، أم مكتسب؟ قال القاضي: والصحيح أن منه ما هو غريزةٌ، ومنه ما يُكتسب بالتخلّق، والاقتداء بغيره، والله تعالى أعلم (١).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:
١ - (أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ) سليمان بن حيان الأزديّ الكوفيّ، صدوقٌ يخطئ [٨](ت ١٩٠) أو قبلها، وله بضع وسبعون سنةً (ع) تقدم في "الإيمان" ٥/ ١٢٠.
والباقون ذُكروا في الباب الماضي، و"أبو معاوية" هو: محمد بن خازم الضرير، و"ابن نمير" هو: محمد بن عبد الله بن نُمير، و"أبو سعيد الأشجّ" هو: عبد الله بن سعيد بن حُصين الكِنْديّ.
وقوله:(كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ)؛ يعني: كلّ هؤلاء الأربعة، وهم: أبو معاوية، ووكيع، وعبد الله بن نُمير، وأبو خالد الأحمر رووا هذا الحديث عن الأعمش بالإسناد المذكور قبله؛ أي: عن شقيق، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-.
[تنبيه]: رواية أبي معاوية عن الأعمش ساقها البزّار -رحمه الله- في "مسنده"، فقال: