وقد شرب بعضهم دمه، وبعضهم بوله، ولم يفعلوا شيئًا من ذلك مع أبي بكر الصدّيق، ولا مع بقيّة الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم-، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بسنّتي، وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومُحْدَثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة"، والله تعالى أعلم.
٦ - (ومنها): بيان تواضعه -صلى الله عليه وسلم- بوقوفه مع المرأة الضعيفة، كما في الحديث الآتي.
٧ - (ومنها): طهارة الماء المستعمَل، وأنه طَهور أيضًا، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:
١ - (مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ) الْقُشيريّ مولاهم، أبو عبد الله النيسابوريّ الزاهد، ثقةٌ حافظٌ عابدٌ [١١](ت ٢٤٥)(خ م د ت س) تقدم في "المقدمة" ٤/ ١٨.
والباقون ذُكروا قبله، و"أبو النضر" هو: هاشم بن القاسم، و"سليمان" هو: ابن طرخان التيميّ.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف -رحمه الله-، وهو مسلسلٌ بالبصريين من سليمان، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه أنس -رضي الله عنه-، وقد مضى القول فيه.
شرح الحديث:
(عَنْ أنَسٍ) -رضي الله عنه- أنه (قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ) جملة حاليّة من "رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وكذا قوله:(وَأَطَافَ)؛ أي: أحاط (بهِ) -صلى الله عليه وسلم- (أَصْحَابُهُ) -رضي الله عنهم-؛ ليأخذوا ما يتساقط من شعره -صلى الله عليه وسلم-؛ تبرّكًا، (فَمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ)؛ يعني: أنهم يتسابقون فيها، ويتنافسون، فلا تقع شعرة على الأرض، بل تسَقط في يد رجل منهم، وفيه التبرّك بشَعْره -صلى الله عليه وسلم-، وفيه أيضًا طهارة شعر الآدميّ.