للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَابْنِ مِنْهُ مُضَارِعًا يَظْهَرِ الْخَا … فِي وَيَبْدُو الَّذِي كَنَيْتَ صَحِيحَا (١)

(فَعَرِقَ) بكسر الراء، يقال: عَرِقَ يَعْرَقُ عَرَقًا، من باب تَعِبَ، فهو عَرْقَانُ، قال ابن فارس: ولم يُسمَع للعَرَق جَمْع، قاله الفيّوميّ، وتقدّم عن "التاج": أن العَرَق بفتحتين: رشْحُ جِلْدِ الحَيَوان، وقِيلَ: هو ما جَرَى من أُصولِ الشَّعَرِ من ماءِ الجِلْدِ.

وفي رواية إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس -رضي الله عنه- التالية: "كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يدخل بيت أم سليم، فينام على فراشها، وليست فيه، فجاء ذات يوم، فنام على فراشها، فأُتيت، فقيل لها: هذا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نام في بيتك على فراشك، قال: فجاءت، وقد عَرِق، واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش"، وفي رواية أبي قلابة، عن أنس: "كان يأتيها، فيقيل عندها، فتبسط له نطعًا، فيقيل عليه، وكان كثير العرق".

(وَجَاءَتْ أُمِّي) هي أم سُليم بنت مِلْحَان -رضي الله عنها-، (بِقَارُورَةٍ) قال الفيّوميّ -رَحمه اللهُ-: القَارُورَةُ: إناء من زُجاج، والجَمْع: القَوَارِيرُ، والقَارُورَةُ أيضًا: وعاء الرُّطَب والتمر، وهي القَوْصَرَّةُ، وتُطلق القَارُورَةُ على المرأة؛ لأن الولد، أو المنيّ يَقِرُّ في رَحِمها، كما يَقِرّ الشيءُ في الإناء، أو تشبيهًا بآنية الزجاج؛ لِضَعفها، قال الأزهريّ: والعرب تَكنِي عن المرأة بالقَارُورَة، والْقَوْصَرّة. انتهى (٢).

(فَجَعَلَتْ)؛ أي: شرعت أم سُليم (تَسْلُتُ) بفتح أوله، وضمّ اللام، سَلَتَتِ المرأةُ خِضابها من يدها سَلْتًا، من باب قَتَلَ: نَحَّتْهُ، وأزالته، قاله الفيّوميّ (٣)، وجعله المجد: بضمّ اللام، وكسرها، من بابَي نصر، وضرب. (الْعَرَقَ فِيهَا)؛ أي: في القارورة، وفي رواية البخاريّ: "أخذت من عَرَقه، وشَعْره، فجعلته في قارورة"، قال الحافظ: وفي ذِكر الشَّعر غرابة في هذه القصّة، وقد حَمَله بعضهم على ما ينتثر من شعره عند الترجّل، ثم رأيت في رواية محمد بن سعد ما يزيل اللَّبس، فإنه أخرج بسند صحيح عن ثابت، عن أنس أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لَمّا حلق شَعْره بمنى أخذ أبو طلحة شعره، فأتى به أمّ سليم، فجعلته في سُكّها،


(١) "تكملة فتح الملهم" ٤/ ٥٤٥.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٩٧.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٢٨٤.