منها عند مسلم عن جابر بن سمرة -رضي الله عنهما-: "كأنه بيضة حمامة"، ووقع في رواية ابن حبان من طريق سماك بن حرب:"كبيضة نعامة"، ونبَّه على أنها غلط، وعن عبد الله بن سَرْجِس:"نظرت خاتم النبوة جُمْعًا عليه خِيلان"، وعند ابن حبان من حديث ابن عمر:"مثل البندقة من اللحم"، وعند الترمذيّ:"كبضعة ناشزة من اللحم"، وعند قاسم بن ثابت من حديث قُرّة بن إياس:"مثل السَّلْعة".
وأما ما ورد من أنها كانت كأثر مِحْجم، أو كالشامة السوداء، أو الخضراء، أو مكتوب عليها:"محمد رسول الله"، أو:"سِرْ، فأنت المنصور"، أو نحو ذلك فلم يثبت منها شيء، وقد أطنب الحافظ قطب الدين في استيعابها في "شرح السيرة"، وتبعه مغلطاي في "الزهر الباسم"، ولم يبيِّن شيئًا من حالها، والحقّ ما ذكرته، ولا تغترّ بما وقع منها في "صحيح ابن حبان"، فإنه غفل حيث صحح ذلك، والله أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث السائب بن يزيد -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٣٠/ ٦٠٦٩](٢٣٤٥)، و (البخاريّ) في "الوضوء"(١٩٠)، و"المناقب"(٣٥٤٠ و ٣٥٤١) و"المرضى"(٥٦٧٠) و"الدعوات"(٦٣٥٢)، و (الترمذيّ) في "المناقب"(٣٦٤٣) وفي "الشمائل"(١٦)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٤/ ٣٦١)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(٧/ ١٥٦ و ١٥٧)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان ما كان عليه الصحابة، والصحابيّات من شدّة محبّتهم للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والتبرّك بآثاره، وطَلَبِهم منه الدعاء، ومسح أعضائهم المريضة.
٢ - (ومنها): بيان طهارة الماء المستعمَل، وأنه باق على طهارته، وطهوريّته، فيجوز شربه، والوضوء منه، خلافًا لمن منع منه، وقد حقّقت المسألة في "شرح النسائيّ"، ولله الحمد والمنّة.
وقد أورد البخاريّ -رَحِمَهُ اللهُ- هذا الحديث تحت ترجمة:"باب استعمال فضل وَضوء الناس"، فأورد أحاديث، ومن جملتها هذا الحديث، فقال في "الفتح":