للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتَينَ، وَقُتِلَ عُمَرُ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ) فاتّفق قول معاوية -رضي الله عنه- مع قول عبد الله بن عتبة رَحِمَهُ اللهُ، وهذا هو الصحيح من أقوال العلماء في مقدار عمرهم، كما أسلفت تحقيقه قريبًا، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- هذا من أفراد المصنّف رَحِمَهُ اللهُ.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٣٣/ ٦٥٨٠ و ٦٥٨١] (٢٣٥٢)، و (الترمذيّ) في "المناقب" (٣٦٥٣) وفي "الشمائل" (٣٧٩)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٧١١٥)، و (أحمد) في "مسنده" (٤/ ٩٦ و ٩٧ و ١٠٠)، و (عبد بن حميد) في "مسنده" (٤٢١)، و (ابن أبي عاصم) في "الآحاد والمثاني" (١/ ١٧٤)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (١/ ٦٨)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رَحِمَهُ اللهُ أوّلَ الكتاب قال:

[٦٠٨١] (. . .) - (وَحَدَّثنا ابْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ -وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى- قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيّ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: مَاتَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ).

رجال هذا الإسناد: ثمانية:

وكلّهم ذُكروا في الباب، وقبل بابين.

وقوله: (وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ) قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: هكذا هو في جميع النُّسخ، وهو صحيح، وتقديره: وأبو بكر وعمر كذلك، ثم استأنف، فقال: وأنا ابن ثلاث وستين؛ أي: وأنا متوقِّع موافقتهم. انتهى.

وقال القرطبيّ رَحِمَهُ اللهُ: قول معاوية -رضي الله عنه-: "مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وأبو بكر وعمر" -رضي الله عنهما- هما معطوفان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويَحْتَمِل أن يُرفعا بالابتداء، وخبرهما محذوف؛ أي: وهما كذلك.